(أضواء).. فرقة موسيقية بقيادة جريح الحرب آصف سليمان بريف طرطوس

طرطوس-سانا

بعشق الموسيقا تحدى جريح الحرب آصف علي سليمان الألم والإصابة عبر تأسيس الفرقة الموسيقية “أضواء” المؤلفة من 30 عضواً.

الجريح الذي ينتمي لقرية البريخية بريف دريكيش في محافظة طرطوس والمدرب في المسرح المدرسي التابع لمديرية تربية طرطوس، أكد لـ سانا أنه لم يكتف بدراسته الأكاديمية في معهد إعداد مدرسين اختصاص موسيقا، والذي عمل كمدرس بعد تخرجه منه، إلا أنه تابع العمل على تطوير موهبته الفنية من خلال اتباعه دورة تدريبية استمرت عاماً كاملاً في دمشق، إضافة إلى انضمامه إلى نقابة الفنانين ليصبح عضواً بها.

ثم أسس سليمان فرقة “أضواء” عام 2010 والتي استمرت لمدة عامين، وشاركت بالعديد من الأنشطة والمهرجات والفعاليات حتى التحاقه بالخدمة الاحتياطية.

وتعرض سليمان للإصابة مرتين الأولى في بداية خدمته بريف حلب، والثانية بعد خمس سنوات من الدفاع عن الوطن على جبهات القتال إثر قذيفة هاون انتشرت شظاياها في أنحاء جسده كافة، ليكمل بعدها رحلة علاجه لمدة عام كامل ويجري عدة عمليات جراحية، ما أدى إلى تسريحه بنسبة عجز جزئي قدرها 49 بالمئة.

وتغلب سليمان على هذه المرحلة الصعبة بالاستناد إلى الدعم المعنوي والنفسي الذي قدمه له والداه ووقوف أصدقائه وأهالي القرية بجانبه في تلك المحنة، والذي ساعده كثيراً بتجاوزها بالصبر والتمسك بالأمل.

ولفت سليمان إلى أنه أعاد إحياء فرقة أضواء بعد عشرة أعوام بحلة جديدة في العام الماضي لتقدم مختلف الألوان الموسيقية، منها الطربي والموشحات والوطني وغيرها حتى تمكنت من تحقيق حضور مهم في الساحة المحلية بوقت قصير، وقد تطور هذا الحضور في محطات كثيرة من خلال إحيائها عدة حفلات حملت طابعاً إنسانياً وفنياً، إلى جانب الدعم الذي قدمه له مشروع “جريح وطن” بمساعدته في إعادة إنعاش فرقة أضواء الموسيقية والذي كان متابعاً لأعمال الفرقة.

وعن اختيار أعضاء الفرقة أوضح سليمان أنه تم اختيار مجموعة مؤلفة من 30 عضواً من مختلف الفئات العمرية، يمتلكون أصواتاً متميزة ومواهب موسيقية، إلى جانب تمتعهم بقدرات معينة، منها الالتزام وحب العطاء والعمل ضمن فريق واحد وحس المبادرة.

ويمتلك سليمان حنجرة صوتية ليؤدي أجمل الألحان، حيث نمت موهبته بحب الموسيقا والعزف على العديد من الآلات، منها البيانو والكمان والناي وغيرها، إضافة إلى قدرته على التأليف والتلحين الذي تعلمه أثناء دراسته بالمعهد بمساعدة معلمته آنذاك عبر توجيه الملاحظات، والتركيز على الأخطاء لتجاوزها.

سليمان متزوج ولديه ولدان مقداد وليمار، يغرس حب الموسيقا فيهما منذ طفولتهما، ويعمل على تعريفهما بالطرب الأصيل لتتشكل لديهما ذائقة سمعية جيدة، ووجه رسالة لكل جريح بأن الإعاقة تكمن بالعقل وليست بالجسد.

هيبه سليمان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency