في الذكرى السادسة… ماذا قال أهالي حلب في انتصار مدينتهم على الإرهاب

حلب-سانا
قذائف الهاون تتساقط على أحياء المدينة…في أول الشارع.. وعند الدوار وعلى الناصية المقابلة…دقائق وتتعالى أصوات الصيحات وأبواق السيارات.. لقد سقطت قذيفة هاون أخرى وسط الشارع..ارتقى عدد من المارة جلهم من الأطفال..كانوا على وشك الوصول إلى مدارسهم..تحول الصباح البارد الى جحيم…أمهات اندفعن إلى الشارع …أم فادي تنده على ابنها..وأم حسن تتفحص الوجوه ..”وينك يا حسن”.. ربما توقف قلبها عدة مرات..أم زين أعرفها تقفز مذعورة تنده على ابنتها ريم …تقاوم للحظات وتنهار وسط جمع جاؤوا يبحثون عن فلذات أكبادهم وأحبائهم…أصوات سيارات الإسعاف تطغى على المشهد …صوت مدو آخر…قذيفة أخرى حطتها يد إرهابي على مدخل الكنيسة …بعض سيارات الإسعاف تغير طريقها باتجاه الكنيسة…أصوات تتعالى : “هناك شهداء…هناك جرحى”… أحدهم أوقف دراجته وأشار باتجاه باحة المدرسة..”انظروا انفجار داخل المدرسة”…شرطي المرور .. “اطمئنوا إنها خارج السور…الحمد الله” ..الله يتلطف فينا…كل ذلك وما زالت قدماي متسمرتين..لم اتزحزح من مكاني اللهم إلا مسافة خطوة أو خطوتين ..لقد دفعني أحدهم ..رأيته قبل لحظات يمسك بيد ابنته ..أوصلها إلى باب المدرسة…لقد تذكرته يرتدي سترة فوسفورية وقبعة فضفاضة تغطي رأسه وشعره المجعد….

هكذا استذكر عماد خلوف تاجر أدوات كهربائية فصلاً من يومياته في الطريق إلى محله بمناسبة الذكرى السادسة لتحرير حلب، عندما كان الإرهاب يقبع في الأحياء المجاورة على بعد مئات الأمتار.

من جهته يلخص أوهانيس شهريان معاني انتصار مدينته حلب على الإرهاب ونجاتها من لياليه المظلمة وانبعاثها من جديد منارة في هذا الشرق، ويقول: “وجود منزلنا بالقرب من خط التماس وتعرضه للقصف العنيف ونزوحنا لسنوات ولد من تحرير حلب شعوراً خاصاً تمثل بالعودة إلى جنى العمر وإعادة بناء الدمار حجراً فوق حجر كما بنيناها سابقاً، حلب ليست مكاناً للمعيشة فقط..إنها مشعل متوهج على طريق الحضارة الإنسانية كما هي الآن قلعة للصمود ومصنع للحياة”.

كما نوهت منار مارديني عاملة حاسوب في الشؤون الإدارية في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بذكرى تحرير حلب، مشيرة إلى أنها تجسد كل المعاني الوطنية السامية أعادت لحلب روحها النابضة بالحياة بعد أن سلبها الإرهاب بهمجية فكره المظلم.
فيما قال أسعد قناعة صاحب محل ألبسة: “إن تحرير حلب نصر وطني لحلب ولكامل سورية ..تجلت فيه الإرادة السورية التي قلبت الموازين وأفشلت المؤامرات وأعادت الأمن والأمان لربوع الوطن …وهذا لا يعادله أي شيء في الدنيا”.

وبينت أحلام موسى مهندسة كهرباء إلكترونية في معمل الإسمنت أن حلب الصمود في يوم التحرير نفضت عن جدران قلعتها العتيدة جرائم الخونة وعملاء الصهاينة الذين عاثوا خراباً وفساداً، وذلك بفضل أبطال الجيش العربي السوري، منوهة بأن يوم التحرير أعاد إباء مدينة حلب القلعة السورية العظيمة.

أسماء خيرو – بريوان محمد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …