أهمية الإنجاز بقلم: عمار النعمة

إذا كتبنا عشرات السنين فلن نكتفي من الحديث عن سورية، فعشر سنوات ونيف قادرة أن تقضي على كبرى دول العالم، ورغم ذلك فسورية حاربت وصمدت وانتصرت على الأحقاد والمخططات والمتآمرين من كل حدب وصوب.

عشر سنوات ونيف ليس الانتصار عسكرياً فحسب، بل انتصار للحياة والكلمة والحرف والفن بكافة صنوفه… فمنذ أيام احتفل السوريون بإدراج ملف (صناعة العود والعزف عليه) على قائمة التراث الإنساني لليونيسكو بدار الأسد، وهذا الملف توّج عنصراً خامساً من عناصر التراث الثقافي اللامادي السوري الذي يدرج باسم سورية بعد تسجيل عناصر القدود الحلبية والوردة الشامية، والصقارة.. إلخ محتلاً مكانة مستحقة بجدارة على خريطة التراث الإنساني في اليونيسكو.

ما نتحدث به مسألة في غاية الأهمية، وهي أن الاحتفال ليس أهم ما نشاهده، بل أهمية الإنجاز الذي سبقه إنجازات والتقدم خطوة بخطوة وصولاً للنجاح، وهو بالمحصلة مشهد ثقافي حيّ تراه بعينيك، ويتجدد بصورة استثنائية، فالسوريون رغم كل الصعاب يثبتون في كل مكان جدارتهم ويحصدون الجوائز ويصنعون العالم من جديد ليؤكدوا أن سورية أرض الإبداع عبر التاريخ ولاتزال تلد في كل يوم ألف إبداع وإبداع، وأن الثابت الوحيد وطن يبادلك الحبّ بالحب.

لن نحتفي يوماً أو أياماً ونركن الذكرى على رفوف النسيان، لأن هذا الإنجاز يعزز دور سورية على الخارطة التراثية والثقافية العالمية، ويؤكد تمسكها بهويتها الثقافية وحضارتها، كيف لا وهي التي أضاءت الدروب وتواصلت مع الآخرين وقدمت علماً ومعرفة وثقافة.

مبارك لسورية التي أبدعت في صناعة العود من سنين بعيدة فاستحقت ما استحقت، ومبارك للسوريين الجسد الواحد، والبناء الواحد، الذين يشكلون معاً لوحة الجمال الأسمى والأنقى والأرق، أبناء الحياة والكلمة الصادحة بالحق.. أبناء الفن ومساكب الإنسانية.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …