الشريط الإخباري

الحفر على الخشب.. فن يتألق بأنامل ثلاثة شبان

دمشق-سانا

من الألواح الخشبية القاسية يضعون حنان أصابعهم ولمساتهم الدافئة ليصنعوا بكل حب أشكالاً مميزة بعيون حالمة، لتبرز إبداعهم الداخلي وتراث سورية ولتغدو مصدر رزق لهم .. إنهم الشباب إيهاب شاكر وهدى وراق وسامر كنعان.

إيهاب 30 عاماً من مدينة السلمية بريف حماة خريج معهد فنون اختصاص تصميم أزياء بين لنشرة سانا الشبابية أن حبه للرسم بكل أشكاله وأنواعه دفعه لرسم الصور الشخصية بطريقة الحفر على الخشب، باعتباره فناً جامعاً للرسم والخط والنحت معا يبرز خلاله اللوحة بمؤثرات فنية مميزة، متحديا صعوبة العمل فيه وهي عدم إمكانية التراجع عن الخطأ كسائر الفنون ما يفرض تدريباً طويلاً وضرورة التحلي بالصبر لغاية الوصول إلى درجة إتقانه.

وأشار إيهاب إلى أنه اتجه نحو تطوير الفنون القديمة الصعبة وإبرازها للناس، مبتدئاً بلوحات الرسم بالمسامير والخيطان المحببة لمحيطه والتي دفعته لاستئجار محل بدمشق والعمل به، ثم أضاف إليها فن التفريغ والحرق على الخشب وصنع أشكالاً مختلفة منها، بدعم من أقاربه وأصدقائه وزوجته هدى التي تعمل معه على الوتيرة نفسها والشغف، ثم تم تطوير العمل والتسويق والتصدير بدعم من صديق له إلى عدة دول.

زوجته الشابة هدى 29 عاماً خريجة علم نفس لفتت إلى أنها وظفت حبها للرسم والأعمال اليدوية، لتؤمن مصدر دخل لهما عبر هذا المشروع الصغير مع زوجها، فدأبت على العمل بكل دقة واحترافية وتحويل قطعة الخشب إلى أشكال رائعة منها ما يجسد تراثنا، بهدف التعريف بهذا الفن لأكبر عدد ممكن في إطار عروض وتخفيضات تشجيعية.

أما سامر وهو خريج ثانوية صناعية حرفة ميكانيك من مدينة جيرود، فدرس بمعهد التدريب المهني بدمشق حرفة نجارة الموبيليا، وتميز بتمارين الحفر بالإزميل على الخشب، لتشكل نقطة انطلاق له نحو تطوير موهبته بالعمل اليدوي وإنتاج قطع فريدة حسب الطلب كأقلام محفورة على خشب نبات ورد الدفلة ومجسمات أخرى من الكرتون وبذور القش والخرز والحفر بالمشرط على اليقطين، وشارك بمعرض في جيرود، لافتاً إلى أن الحفر على الخشب يتطلب الصبر والتأني، إضافة لأدوات عدة، منها الألوان والدهانات والأصبغة وأدوات البخ واللكر.

وحول المعوقات التي اعترضت طموحه أوضح سامر أن أهمها ضعف الحالة المادية وعدم وجود أدوات وآلات كهربائية، تخفف عنه العمل، ما فرض عليه العمل خلال أوقات فراغه، نظرا ًلعدم إمكانية العرض والتسويق واللجوء لطرق بدائية عبر استعمال سيخ معدني حام لثقب الخشب، والتي أدت لإصابته بيده رغم أمله بأن يتمكن في المستقبل من تطوير موهبته ويضيف عليها تعلم الخط العربي والرسم بالزيت، مشيراً إلى أن مردود العمل اليدوي مهما كان لا يساوي قيمته الفنية والجمالية والجهد والتعب الضخم المبذول فيه.

دارين عرفة

 

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

شابة من طرطوس تتميز في عالم الرسم والحفر على الخشب

طرطوس-سانا تتميز الشابة رند محمد من أبناء محافظة طرطوس بموهبة فنية في عالم الرسم والحفر …