سرجيلا والمدن المنسية.. في ثاني رحلات فريق مدى الافتراضية

حمص-سانا

توجه فريق مدى الثقافي في ثاني رحلاته الافتراضية في سورية إلى جمهوره بعرض بصري وشرح تفصيلي حول (سرجيلا درة المدن المنسية)، احتضنته قاعة مطرانية السريان الكاثوليك بحمص القديمة.

واستهل العرض الأب الدكتور ميشيل نعمان من مطرانية السريان الكاثوليك بشرح حول تاريخ الاكتشافات الأثرية للمدن المنسية منتصف القرن التاسع عشر، وخصائص هذه المدن والقرى وبنائها وفق أسلوب معماري واحد يسمى (فن العمارة السورية)، تمييزاً لها عن العمارة الكلاسيكية اليونانية والرومانية.

وبين أن أهم ما يميز بناء المدن والقرى المنسية الحجارة وقلة استخدام الخشب، والاعتماد على مياه الأمطار، وبناء خزانات لحفظها واستعمال الفسيفساء في الأرضيات، وتطور بناء الكنائس، من الكنيسة ذات الرواق الواحد إلى الكنيسة الواسعة ذات الثلاثة أروقة، ونشوء الحياة الرهبانية والتوسع في عمران الأديرة، بالإضافة لغياب بناء الأسوار والتحصينات، باستثناء بعض أبراج المراقبة، وعدم وجود تخطيط للمدن أو شق للشوارع المستقيمة.

وأوضح الدليل السياحي موسى فليح أن موقع سرجيلا من أجمل المواقع الأثرية وإحدى المدن المنسية المنتشرة في المنطقة المسماة الكتلة الكلسية، وتسميتها سريانية الأصل وتعني نور الإله، وتعتبر من أفضل مواقع المدن المنسية من حيث الحالة المعمارية، وتقع إلى الجنوب من إدلب في منطقة جبل الزاوية.

ولفت إلى بدء توطن السكان فيها منذ القرون الأولى للميلاد، حيث بلغت قمة تطورها وازدهارها مع انتشار الديانة المسيحية بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، فشهدت حركة عمرانية كبيرة عمت جميع المناطق والقرى.

وأشار فليح إلى أن آثار سرجيلا والأبحاث ودراسة المعطيات التاريخية فيها قدمت صورة صادقة عن وضع الأرياف في سورية الشمالية في الفترتين الرومانية والبيزنطية، كما وجد ارتباط وثيق بين المدن والقرى كافة التي شكلت وحدة متكاملة ذات أهمية اقتصادية اجتماعية ودينية.

واستعرض فليح أنواع الأبنية في سرجيلا وأهمها البيوت البسيطة والفيلات والكنائس والجوامع والحمامات والقاعات العامة ومعاصر الزيتون والخزانات والمدافن والقبور.

ولفت إلى اختلاف مخطط الحمامات عن مخطط البيوت السكنية، إذ تتألف من مستطيل مقسم إلى جزأين يتضمنان أجزاء الحمام وتربط بينهما ممرات وبجوارها خزان ماء حجري ضخم وقاعة الاجتماعات المربعة الشكل المؤلفة من طابقين، تتقدمها أروقة محمولة على أعمدة حجرية.

وتختلف مساحات وأشكال البيوت السكنية، فمعظمها مؤلف من طابقين الأرضي للمعيشة وتخزين المواد، والعلوي للسكن ومزودة بأروقة محمولة على أعمدة.

رشا المحرز

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

المدن المنسية في دار الأسد للثقافة والفنون-فيديو

دمشق-سانا ملحمة موسيقية كلاسيكية خاطبت درة الحضارة السورية في شمال سورية لتحل المدن المنسية ضيفا …