دمشق-سانا
جلس المايسترو ميساك باغبودوريان هذه المرة على كراسي صالة الأوبرا مراقباً زميلته المايسترو أرمينوهي سيمونيان وهي تقود الفرقة السيمفونية الوطنية السورية مساء أمس كأول امرأة مايسترو عربية تقوم بهذه المهمة لهذا النوع من الفرق الضخمة في العالم حيث تقدمت هذه المرأة السورية لتدير حفلها الكبير في دار الأوبرا السورية منجزةً بذلك اختراقاً فنياً من حيث طبيعة مهمتها كقائد لعشرات العازفين كان من بينهم الفنان جوان قرجولي الذي شارك في الأمسية كعازف على آلة العود.
وصعدت المايسترو سيمونيان إلى عالم قيادة الفرقة السيمفونية بعد دراستها لآلة البيانو ونيلها شهادة الماجستير في الفنون من كونسيرفتوار كوميداس في العاصمة الأرمنية يريفان لتتابع الدراسة في قيادة الفرق السيمفونية والأوبرا حائزةً على ماجستير في الفنون وشهادة الدكتوراه في القيادة عام 2006 لتكمل بذلك شخصيتها الفنية كامرأة ذات حضور قوي ودربة عالية في هذه المهمة .
الحفل الذي حضره كل من وزير الثقافة عصام خليل والدكتور هزوان الوز وزير التربية كان برنامجه عامراً حيث افتتحت السيمفوني الوطني بمقطوعة للموسيقار سفيليوس بعنوان فينلانديا لتعقبه بمقطوعة لبيازولي بمرافقة الفنان وسام الشاعر حيث تآلف عزف هذا الفنان مع أداء الفرقة للجمل السريعة والنشطة لآلة الأكورديون ووفق تناغم موسيقي لافت بين مجاميع عازفي الآلات الوترية والنفخية والإيقاعية والنحاسيات بدا من خلالها قدرة المايسترو سيمونيان في توليف جوقة عازفي الصف الأول والثاني عبر انسيابية أخاذة وبحساسية أنثوية لم تخل من الدقة وحسن توزيع الأدوار الموسيقية.
كما تضمنت الأمسية مقطوعة تشايكوفسكي الشهيرة بعنوان روميو وجولييت والتي تجلت فيها رهافة الموسيقي الروسي الكبير عبر أصابع عازفي السيمفوني السوري لتتابع المايسترو سيمونيان بعدها مع الفنان جوان قرجولي عبر مقطوعة أسمر اللون التي نقلت حس الموسيقا الشرقية إلى جمهور دار الأسد للثقافة والفنون وفي محاولة جريئة لتعشيق الجملة التراثية السورية مع البناء الموسيقي السيمفوني ذي الطابع الكلاسيكي فعبر قوالب هذا النوع من الموسيقا برز أداء الفنان قرجولي على آلة العود كضيف استثنائي على فرق السيمفوني.
أوبرا المؤلف الفرنسي جورج بيزيه كانت حاضرة في الأمسية السورية إذ تضافرت أقدام راقصة الفلامنكو الغجرية مع يدي المايسترو سيمونيان لتكملان لوحة مضيئة لامرأتين على خشبة الأوبرا السورية الأولى كانت ولا تزال رمزاً للتمرد والجموح والفتنة والثانية أدارت بموهبة عالية فرقتها وبحضور شفاف حقق لها حضوراً لافتاً اتسم بالهدوء والروية والخبرة وعدم الانجرار وراء النزعات العصابية التي غالباً ما يتصف به قادة الأوركسترا الرجال في العالم.
الفنانة سوزان حداد أدت بدورها مع الفرقة السيمفونية سولو لغناء إفرادي تجلت فيها قدرتها على الأداء الأوبرالي من طبقة الألتو نساء لتكون خاتمة هذه الأمسية مع كلمة وزير الثقافة قال فيها.. ليس غريباً على سورية أن تقود امرأة الفرقة السيمفونية فسورية لطالما كرمت المرأة فهي أم الشهيد وسورية أم والأرض السورية أم والفنانة سيمونيان هي ثاني امرأة في العالم تقود الأوركسترا السيمفونية وهذا يؤكد على عراقة سورية والسوريين ويدعم رسالتنا الحضارية إلى كل شعوب العالم.
سامر اسماعيل