الشريط الإخباري

جامعة صناديق الاقتراع مقابل جامعة الاستبداد-بقلم: مهدي دخل الله

يبدو أن جامعة الدول العربية بدأت – منذ فترة – تتودد إلى سورية كي تعود من الشباك أولاً (أي عبر بعض منظمات الجامعة) ثم بعد ذلك من الباب، لكن سورية مشكلتها في كرامتها وفي تقييمها بأن الجامعة أصبحت كل شيء إلا «عربية».

فيما أذكر أن الرئيس بشار الأسد أجاب مرة على سؤال أحد الصحفيين حول إمكانية العودة إلى الجامعة بقوله «إن هذا الموضوع لم يعد بيد الدولة بعد الآن وإنما هو بيد الشعب»، وهذا منطقي لأن الشعب الذي أسهمت الجامعة في سفك دماء أبنائه هو وحده صاحب القرار – عبر الاستفتاء – بالعودة أو عدمها.

العودة إلى الجامعة تختلف عن إعادة العلاقات مع دول حاربتنا، عربية أو غير عربية، لأن العلاقات بين الدول ضرورة يفرضها الواقع وتفرضها المصالح، خاصة أن الدول لها موقع جغرافي على الأرض وهو ما يبرر العلاقات بينها، أما الانضمام إلى مؤسسة إقليمية فهو ليس ضرورة لأنه يقع في مجال الخيار الإرادي ولا يفرضه القانون الدولي، فالمؤسسات الإقليمية ليس لها جغرافيا سيادية.

لكن ماذا عن العروبة؟ الجواب يأتي عبر سؤال مقابل: وهل هذه الجامعة البائسة تمثل العروبة أم هي راضخة لأعداء العروبة؟.. إذاً ما العمل؟ سؤال يتطلب فحصاً صعباً للواقع العربي الجديد الذي انشطرت فيه الدول العربية إلى شطرين واضحي المعالم، شطر ما زالت شعوبه ترزح تحت حكم الاستبداد، وشطر انتقلت شعوبه – أخيراً – إلى ديمقراطية صناديق الاقتراع وتداول السلطة.

دول الخليج مع المغرب والأردن ما زالت في عالم الاستبداد حيث الفرد – الملك يملك الأرض ومن عليها بغض النظر عن بعض التحسينات الهامشية هنا وهناك، أما سورية والعراق والجزائر وتونس إضافة إلى لبنان (وربما قريباً ليبيا واليمن) فهذه الدول صارت في رحاب الديمقراطية وإن كانت البدايات ما زالت تحبو، لكنها في النهاية بدايات واعدة، لكن لابد من الإشارة إلى أن الممارسة الديمقراطية في سورية ليست حديثة العهد بل هي تتعزز أكثر.

ومن الملاحظ أن دول الاستبداد العربي تحارب الديمقراطية العربية الوليدة بسلاح يشبهها هو الإرهاب التكفيري، لأن هذه الدول تعلم أن انتشار الديمقراطية على مساحات مهمة من الوطن العربي يهدد أنظمتها لأن الديمقراطية ستنتقل بالعدوى إلى شعوبهم.

السؤال المطروح: هل يمكن في المستقبل التفكير بإنشاء جامعة للدول العربية الديمقراطية مقابل جامعة دول الاستبداد؟ وهل صعوبة مثل هذا التفكير تنفي عنه واقعيته الواضحة؟

صحيفة تشرين

انظر ايضاً

مهدي دخل الله خلال ندوة دولية: التحالف السوري الروسي استراتيجي

دمشق-سانا جدد عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله موقف سورية …