الشريط الإخباري

مهرجان التراث الشعبي بطرطوس يجمع القديم والمعاصر

طرطوس-سانا

حاول مهرجان التراث الشعبي في طرطوس خلال أيامه الثلاثة جمع التفاصيل التراثية الغنية في الساحل السوري وسورية عموما وتوثيقها تصويرا وحفظا.

وبدأ المهرجان في ركنه الخاص بالتصوير الضوئي في صالة طرطوس القديمة للمعارض كنقطة جذب كبير للزوار بما ضمه من صور توثق جوانب حياتية معاصرة تختزن رائحة التراث في طرطوس وريفها فظهرت اشكال البيوت القديمة وطرق الإعمار التقليدية في القرى الجبلية مرورا بوسائل الطهي وأشكال القدور والأواني وأجواء الحصاد وأدواته.

وأشار المصور الفنان علي نفنوف المشارك بـ 40 من أصل 87 صورة أن المعرض يحاول استرجاع وتوثيق الذاكرة الجمعية لأبناء الساحل وملامح الحياة الريفية والتمازج الجميل بين القديم والعصري في البناء وأدوات العمل والنقل موضحا أن العمل جار لافتتاح فرع لنادي التصوير الضوئي بالمحافظة لجذب المصورين الموهوبين وإبراز أعمالهم.

ومن خلال أربعين صورة أخرى وثق المصور الفوتوغرافي عبد الحميد هلال الحرف التراثية الساحلية كصناعة الحرير والقش والأدوات الزراعية واللباس التراثي مؤكدا دور التوثيق في حفظ هذه المهن للأجيال القادمة وحمايتها من الاندثار.

وانتشرت على امتداد الصالة أجنحة 15 فنانا حرفيا تنوعت أعمالهم بين الحفر على الفضة ولوحات شرانق الحرير وأدوات تربية دودة القز وتصنيع خيوطها إضافة إلى المشغولات الصدفية والنسيجية والمخطوطات القديمة المحفوظة.

وبين منظم المعرض منذر رمضان رئيس مكتب الثقافة والنشر والإعلام باتحاد حرفيي طرطوس أن المهرجان خطوة تعكس تقديرا مهما يحتاجه الحرفيون من وزارة الثقافة في ظل أضرار كبيرة تعرض لها العمل الحرفي في سورية بدءا من تضرر الورش وحتى غلاء المواد الأولية موضحا أن المهرجان يشجع على استمرار الصناعات التراثية ويوجه رسالة بأن تراث السوريين عصي على الاندثار.

وفي ركن أنيق برزت منسوجات الكتان والفوالا والمخمل والتفتا وغيرها من الأقمشة المزينة بالأحجار الكريمة للفنانة التشكيلية فاتن صباغ التي أشارت إلى صعوبة العمل الحرفي في ظل غلاء المواد مبينة أن ذلك لا يمكن أن يكون ذريعة للتوقف ففي ظروف كهذه يتأكد إخلاص الفنان لعمله رغم كل شيء إلا أن ضعف الترويج يبقى المشكلة الأساسية.

وملأت الفنانة نسرين ابراهيم جناحها بأصداف متنوعة الألوان ونجوم البحر وصناديق الخشب المطعمة بالصدف وأشارت إلى أن إتقانها للحرفة جاء من هوايتها جمع الصدف وتنسيقها منذ 15 سنة وإلى أن لهذه الأعمال محبيها.

وكان لـ حصن حوراء المشروع الثقافي الواعد مكان في المعرض حيث أوضح مؤسسه الكاتب والفنان التشكيلي بهجت ونوس أن المشروع يعبر عن الواقع في ريف القدموس مشيرا إلى أن المنشأة تحتوي أقساما للتراث والأدب والموسيقا والنحت والرسم والرياضة تحاول بعث القيم والأصالة من خلال الثقافة والرياضة والفن حيث سيشهد نيسان المقبل الافتتاح الرسمي للحصن بعد تسجيله رسميا لدى وزارة الثقافة.

وتميز جناح الفنانة فتاة منصور بقطعة أثاث عبارة عن قنصل كبير مطعم بالفضة والفيروز حيث أكدت فتاة ضرورة التجديد في الاستلهام من التراث ليبقى في العيون حيا متطورا يلفت النظر إليه في كل مرة بشكل مختلف.

وكمشاركاته المعتادة في فعاليات التراث استعرض الفنان نمير محمد في جناحه مقتنياته الموروثة عن والده وجده من المخطوطات والكتب والمجلات القديمة النادرة وأدوات الزراعة والبيطرة ونماذج من العصرونية القديمة في البيت السوري عموما والساحلي خصوصا حيث بين نمير القيمة التي تمثلها مكتبته المؤلفة من 150 كتابا يعود بعضها لعام 1896 إلى جانب العملات السورية والعربية والأجنبية ومئات الطوابع العالمية.

ومن ورشته النموذجية المصغرة لصنع الحرير تحدث الفنان اسماعيل الحاج معلا عن مراحل الإنتاج التي تبدأ بتربية شرنقة دودة القز ثم وضع الخيوط على دولاب الموسرة فمرحلة الغزل وإنتاج الخيط للسنكرة أو النول داعيا لدعم مربي دودة القز في سورية كسلعة هامة للاقتصاد الوطني وتوازي الذهب كقيمة متعارف عليها عالميا.

ولفتت الحرفية جمانة ابراهيم إلى مشاركتها بتقديم أطباق القش المزخرفة التي يندر أن يخلو منها بيت سوري حسب قولها في حين استعرضت الحرفية نظمية اسماعيل مشغولاتها من أعمال الرسم على اليقطين وأطباق الخيزران.

وعرضت الحرفية دارين استنبولي في لوحاتها الثلاثين تشكيلات متنوعة من الحرق على الخشب مبينة أن مشاركتها بالمهرجان تتيح للفنان الفرصة للاطلاع على نتاج الآخرين من مهن تراثية مميزة واستلهام بعض الأفكار التي تفيده في تطوير العمل كما كرم المهرجان عددا من الشخصيات المتميزة في هذا المجال ومنهم الأديب الدكتور محمد الحاج صالح الذي لفت إلى إمكانية دعم المهرجان بمزيد من العناصر المستمدة من البيئة الساحلية كالمراكب الأروادية وأدوات الصيد والأرجوان الفينيقي وحيوان الحبار إضافة إلى إمكانية إدخال الفن التشكيلي والنحت في الدورات القادمة.

ولاقت الأمسية الزجلية بمشاركة شعراء مميزين في ثقافي طرطوس إقبال وتفاعل جمهور المهرجان حيث قدم الشاعران طلال عمار وأيهم الداود حوارية زجلية مثلت استعراضا تنافسيا بين النهر والبحر فقال الداود في دور النهر مخاطبا البحر “باب السلام بعنقك بوابو بني..وبجبل طارق غصة البحر الدني … بعرش انا تا إنعم بعيشي الهني … وبالسد بحصر كل خيرات السني”.. فرد عليه عمار في دور البحر قائلا “بحور الشعر لا تدخل لجاها ازا ما بتعرف تقطع مداها.. نزلت يا نهر تا تصطاد فيي… لا فيك رجعت بالسمكة الشهية …ولا فيك رجعت ع نبعك بلاها”.

وتميز جمهور حفلة الزجل بتنوع شرائحه ومنهم الشيخ أحمد بلال الذي أكد أن اللغة خزان التراث وأن اللغة المحكية اليوم صارت خطا من خطوط الدفاع عن اللغة العربية مضيفا أن المحكي يختزن أيضا بحرا من الصور والعامية عبرت دائما عن البطولات في قصائد خالدة.

انظر ايضاً

معارض فنية وأمسيات تراثية في مهرجان التراث الشعبي بطرطوس

طرطوس-سانا انطلقت في صالة المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس اليوم فعاليات مهرجان التراث الشعبي السادس …