لصوص صغار بترسانة كبيرة.. بقلم: منهل ابراهيم

إنّها عصابة لصوص دوليين بشكل منسق، وعدوانيين بشكل لا يُصدّق، ففي السنوات الماضية سلبونا نفطنا وقمحنا، ولا يزال فكرهم وفعلهم اللصوصي مستمر ومتعلق بهذه الأرض المقاومة، هؤلاء اللصوص صغار برغم كبر ترسانتهم العسكرية، يبقون صغاراً في حروبهم القذرة على هذه الأرض الطيبة الكبيرة،وبما أنهم لصوص، فهم يجيدون لغة الحصار، يحاصرون سورية بعقوباتهم بيد، ويسلبونها بيد أخرى خيراتها وثرواتها، هي معادلة الاحتلال الأمريكي الدنيئة والمدروسة.

وجود قوات الاحتلال الأميركي على أراض سورية استراتيجيّة خبيثة هدفها خدمة مصالح الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة من جهة، وإشباع غريزة اللصوصية الأمريكية المتوحشة من جهة أخرى.

ما تفعله واشنطن في سورية أمر اعتادت على القيام به في بقاع كثيرة من العالم منذ عقود طويلة، ولديها آليات مختلفة لتأمين عمليات نهب خيرات الدول النامية والفقيرة، والتي تمر بأزمات يتم استغلالها وحرمان أصحاب الأرض والثروات من الانتفاع بها في أوقات عصيبة وقاسية تمر عليهم وعلى بلادهم، بفعل مكائد وسياسات الغرب وفي مقدمتهم أمريكا.

الاحتلال الأمريكي ينتهك جميع الشرائع الدولية باغتصاب أراض سورية، وممارسة اللصوصية فيها، باستمرار احتلاله وسرقة ونهب النفط والقمح السوريين بشكل ممنهج يتعارض مع القانون الدولي في أوضح وأبشع الصور والطرق .

واشنطن كثفت خلال الفترة الأخيرة لسرقتها من الثروات الطبيعية السورية، وهي تتحمل مسؤولية نهب القمح وحرمان السوريين من هذه المادة الاستراتيجية، التي تشكل قوت المواطن اليومي في خبزه ومائدته، ويواصل الاحتلال حتى هذه اللحظة سرقة ونهب النفط وإخراجه عبر معابر غير شرعية إلى الأراضي العراقية.

الاحتلال الأمريكي لأراض سورية، ووجود القوات الأميركية لا يستند إلى أي تفويض قانوني دولي، وهو حقيقة أقرّ بها المسؤول السابق في إدارة الرئيس باراك أوباما، بريان فينوكين في حديث لمجلة فورين أفيرز وقال بالحرف إن العملية العسكرية الأميركية في سورية تجري من دون تفويض، وتقوم على أرضية قانونيّة ضعيفة.

واشنطن تضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدوليّة، وتمارس عربدتها ولصوصيتها تحت ذرائع إرساء الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، وتقوم بالسطو الموصوف على مقدرات السوريين تحت أعين المجتمع الدولي الذي يراقب ولا يحرك ساكناً، وفي قمة العربدة والحقد يقوم اللصوص الصغار بإحراق ما لم يتم نهبه أمام أعين أصحاب الأرض والتعب والعرق.

الاحتلال الأمريكي وغيره زائل لا محالة، مهما بلغت غطرسة المحتل، وفي سلوكياته الوضيعة والقذرة تكمن عوامل ضعفه المستمرة، وتتعاظم يوماً بعد يوم، وحالة اللصوص الذين ينهبون خيرات هذه البلاد ويحرمون أهلها منها، كحال لص شجع يركب قارباً مسروقاً بحمولة زائدة، ويغرق معه رويداً رويداً، دون أن يتخلى عن بضاعته المنهوبة.

لصوص الاحتلال يحرمون أصحاب الأرض من أبسط حقوقهم، ويتبجحون بشعارات حقوق الإنسان، لكن أفعال اللصوص سرعان ما تفضح وتسقط قناع الحمل الوديع الذي يظهرون به في كل مناسبة للعالم على منابر ديمقراطيتها وإنسانيتهم الكاذبة.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أصحاب شعار الفيل والحمار والأوهام.. بقلم: منهل ابراهيم

يحاول الفيل والحمار المنضويان تحت راية العم سام والمختلفان انتخابياً، المتفقان بالغزو والاحتلال ووجود قطعانهم …