الشريط الإخباري

الرحالة عدنان عزام يشرح أهمية التعرف على مفاهيم الاستشراق والاستغراب

اللاذقية-سانا

في إطار جولته على مختلف المحافظات السورية لتأكيد قدرة السوريين على التواصل مع بعضهم البعض وإجهاض جميع المخططات التي تهدف لتقطيع اوصال الوطن وصل الرحالة السوري الكاتب عدنان عزام إلى اللاذقية بعد أن زار كلا من دمشق وإدلب والسويداء وطرطوس.

واختار الرحالة أن يلقي محاضرته في مقر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وركز فيها على “أهمية تطوير فكرنا الثقافي كسوريين خاصة بعد الأزمة الراهنة التي تجتاح البلاد وذلك عبر إعادة الإنتاج الفكري والتصالح مع ذاتنا وإحياء ما هو إيجابي في ثقافتنا وفكرنا”.

ويقول عزام إنه اختار الحديث عن موضوع لم يتم التطرق إليه بشكل كبير في حياة الإنسان العربي لافتا إلى أن “الاستشراق والاستغراب غير مطروحين بشكل واسع في أدبياتنا العربية ويجب التوعية بهما بشكل كبير ولاسيما مع موجة الدراسات والبحوث التي يجريها الغرب في مجال الاستشراق الذي كانت غايته بشكل كبير السيطرة على مقدرات الشعوب العربية والتحكم بها” مؤكدا أن “السبيل الوحيد للنهوض هو التركيز على نقاط النجاح التي حققها الإنسان العربي وإحياؤها من جديد بطرق تتناسب ومعطيات الواقع الحالي”.

وأكد أن فكرته تحتاج لرواد شباب يقومون باعتناقها وتبينها لذلك اختار التوجه للجمعية المعلوماتية التي تستقطب جزءا مهما من هذه الشريحة العمرية.

وأضاف “إن الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي أحكم سيطرته باسم علم الاستشراق على 80 بالمئة من مقدرات العالم فالاستشراق كما عرفه ادوارد سعيد هو المنظومة الفكرية العلمية المتكاملة التي من خلالها استطاع الغرب أن يستبيح الشرق أرضا وحضارة وفكرا واقتصادا فرسموا قاعدة بيانات للإنسان الشرقي عبر مراكز متخصصة كونت منظومة فكرية مهمتها استباحة الشرق من جميع النواحي”.

الإرهاب ومحاولته طمس الحضارة العربية كان أحد محاور محاضرة الرحالة عزام الذي بين كيف حاول الإرهاب طمس الحضارة في الوطن العربي بتهديمه للآثار التي تشكل مخزونا فكريا هاما ولاسيما في سورية والعراق.

واصدر الرحالة كتابه “الاستغراب ومعرفة الذات والآخر” في العام 2011  وهو كتابه الأول باللغة العربية الذي اعتبره بداية المواجهة الفكرية مع الغرب مؤكدا “أن البندقية لن تنتصر وحدها دون الانتصار الفكري الذي يحمل لوائه المثقفون والمفكرون السوريون”.

كما استعرض الرحالة عزام في محاضرته محاورا من  كتابه “المحنة السورية لماذا أخطأ الغرب ” الذي ترجمه منذ ثلاثة أشهر وكتبه الفرنسي فريدريك بيشون موثقا الحرب الإرهابية على سورية بكل تفاصيلها مبينا التضليل الإعلامي الكبير الذي شوه الحقائق وساعد على تشويه الرأي العام العالمي حول حقيقة مايجري في سورية.

وأشار عزام إلى تصويره أربعة أفلام قصيرة خلال إقامته لربع قرن في فرنسا بين خلالها أوضاع المهاجرين العرب الذين يعيشون في ظروف سيئة جدا من ناحية المعاملة الدونية في العمل والحياة الاجتماعية واستغرب أنه رغم ذلك يوجد إعلاميون عرب جندوا أنفسهم للدفاع عن وجهة النظر الفرنسية في الحرب على سورية من خلال الضخ الإعلامي الذي تقوم به قنواتهم.

من جهته لفت الدكتور عباس عبد الرحمن رئيس اللجنة الإدارية في فرع الجمعية في اللاذقية إلى أن الجمعية اهتمت باستضافة الرحالة عزام للحديث عن الغرب ونظرته للمنطقة العربية نظرا لوجود توجه خطير لدى الشباب بالهجرة إلى العالم الغربي والاستقرار فيه مؤكدا ضرورة توعية هذا الجيل بمخططات هذه الدول بجذب العقول وإفراغ المنطقة من إمكاناتها دون إغفال أهمية الاستفادة من التقدم العلمي الذي وصلوا إليه لكن هنا يأتي دور الشباب بتعلم هذه المعارف وتوظيفها لبناء مجتمعاتنا بشكل صحيح وسليم .

يذكر أن الرحالة عدنان عزام من مواليد قرية الدويرة عام 1957 ودرس الإعلام والصحافة في فرنسا وله العديد من المؤلفات والانتاجات السينمائية.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

توقيع الكتاب رقم 11 للكاتب والرحالة عدنان عزام في طرطوس

طرطوس-سانا استضافت قاعة مجلس محافظة طرطوس حفل توقيع كتاب (دمشق – موسكو 300 يوم