مجازر 8 أيار.. نموذج موثق عن تاريخ فرنسا الاستعماري الدامي في الجزائر

دمشق-سانا

أحيا الجزائريون الذكرى السابعة والسبعين لمجازر الثامن من أيار عام 1945 التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء بمذابح وصفت بأنها الأكثر فظاعة وهمجية ووحشية طالت الرجال والنساء وشكلت محطة مؤلمة في تاريخ الجزائر الحديث ومهدت الطريق لاحقاً أمام ثورة المليون ونصف المليون شهيد.

ففي صورة مشابهة لجرائم الاستعمار الأوروبي في كل مكان وصلت إليه جيوشه بكل توحشها وعنصريتها كانت مجازر 8 أيار في الجزائر نموذجاً عن الفظائع والحقد والكراهية والعنصرية التي اتصف بها المستعمر الفرنسي آنذاك حيث نفذت قواته مذابح شملت معظم أرجاء الجزائر سقط خلالها  نحو 70 ألف شهيد ولا سيما في مناطق سطيف والمسلية وقالمة وخراطة.

وبدأت تلك المجازر حينما هب الجزائريون عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى ساحات المدن رافعين الأعلام ومرددين شعارات الحرية ومطالبين بحقهم في الاستقلال عن المحتل الغاصب ليواجه الاستعمار الفرنسي تلك المطالب بأبشع أساليب التنكيل والقتل الجماعي والاعتقال ونهب القرى وسلب الممتلكات.

وتحولت المظاهرات السلمية إلى مواجهات دامية استدعى على أثرها الاستعمار إمدادات عسكرية بهدف إبادة المتظاهرين العزل دون تفريق بين طفل وشيخ وامرأة ليخط بذلك أبشع وأدمى صفحات تاريخ فرنسا الأسود.

ولم تكتف الإدارة الفرنسية الاستعمارية آنذاك بنتائج تلك المجازر الوحشية بل قامت بحل الحركات الوطنية والأحزاب السياسية الجزائرية وإعلان الأحكام العرفية وإلقاء القبض على آلاف الجزائريين وإيداعهم المعتقلات وإصدار أحكام الإعدام والسجن المؤبد والنفي خارج البلاد والحرمان من الحقوق الوطنية.

وبمناسبة إحياء ذكرى هذه المجازر التي أصبحت يوماً وطنياً للذاكرة من كل عام وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز تبون رسالة إلى الشعب الجزائري قال فيها: “إن الفظائع التي عرفتها سطيف وقالمة وخراطة وغيرها من المدن في الثامن من أيار 1945 ستبقى تشهد على مجازر بشعة لا يمكن أن يطويها النسيان بل ستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية وفي المرجعية التاريخية التي أسس لها نضال شعبنا الأبي ضد ظلم الاستعمار وتوقاً للحرية والكرامة عبر المقاومات الشعبية وتوجها بثورة التحرير المباركة في الأول من تشرين الثاني 1954”.

بدورها أكدت جبهة التحرير الوطني في بيان أن المأساة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري شاهد حي على إجرام النظام الاستعماري الذي سلب الجزائريين حقوقهم في الحياة والحرية والسيادة مطالبة فرنسا بالاعتذار والاعتراف بجرائمها المرتكبة بحق الشعب الجزائري.

اليوم وبعد قرابة ثمانية عقود من نكران فرنسا لهذه المجازر التي وصفها حقوقيون بأنها حرب إبادة جماعية حقيقية تدخل في خانة الجرائم ضد الإنسانية لا تزال حاضرة ببشاعتها وصورها الدامية في الذهن العالمي ولا سيما أن فرنسا مازالت تصر على اتباع نفس العقلية وإن كان بطريقة مختلفة وذلك من خلال دعمها للإرهاب في المنطقة وتوفير الغطاء السياسي للتنظيمات الإرهابية وجرائمها ضد الانسانية.

فهمي الشعراوي

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الجزائر تعلن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة

الجزائر-سانا أعلنت الجزائر عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في السابع من أيلول المقبل، أي قبل …