القصيدة الغنائية في مسيرة الشاعر صالح هواري الإبداعية

دمشق-سانا

من طبريا إلى دمشق امتدت تجربة الشاعر صالح هواري الغنية والثرية بقصائد عن الحب والوطن والكفاح والطفولة واختص بمجال القصيدة الغنائية في تجربة عميقة جعلت كبار المطربين يغنون من أشعاره حتى بلغ عدد نصوصه المغناة أكثر من 400 قصيدة جلها في الجانب الوطني.

تجربة الشاعر صالح هواري في مجال القصيدة المغناة كانت محور حديثه لـ سانا الثقافية حيث أوضح أنه يكتب القصيدة بشكلها الكلاسيكي الجميل فالنمط الغنائي يطارده منذ نعومة أظفاره لتمكنه وقدرته على الكتابة في هذا الشكل.

هواري الذي يعتبر الغنائية هي المحور الأساسي في القصيدة لأنها تدغدغ وجدان المتلقي بدأ الكتابة ضمن هذا المجال منذ عام 1960 حيث كان يعمل في إذاعة دمشق ويتواصل بصورة شبه يومية مع المطربين والملحنين.

ويشير هواري إلى أنه لم يكتب القصيدة المغناة بناء على طلب الموسيقيين لأنه يرى أن القصيدة المغناة للحن من تلقاء نفسها تكون مبنية على تفعيلات غنائية تغري من يقرؤها.

وكان المطرب الراحل رفيق شكري هو أول من غنى من شعر هواري حيث أدى ثلاثاً من قصائده وهي موجودة في أرشيف إذاعة دمشق.

ووجد هواري أن غالبية المطربين كانوا مرتاحين لكتاباته لأنه يجد التفعيلة تنساب بين أنامله بحيث يكتب القصيدة ملحنة لا عثرة فيها وأبياتها جميلة ومغناة تلقائياً.

ويتوقف هواري عند الكثير من المطربين الذين أدوا قصائده منهم المطربة الراحلة فاتن حناوي التي غنت له (وبعد الصبر يادنيا) و(زيدي علوا يا شآم) وبعدها أخذت القصائد تتوالى لتسجل في الإذاعة مؤكداً انه لم يكتب يوما حسب الطلب.

ويؤكد هواري أن الشعر الغنائي يختلف تماماً عن شعر الأغنية فالشعر العربي غنائي بالدرجة الأولى لأنه يستند إلى بحور شعرية إيقاعية تتسلل في غنائيتها إلى الوجدان.

ويقارن هواري بين مستوى القصائد المغناة التي قدمت في سورية طوال العقود ومثيلاتها في الأقطار العربية حيث لم تشتهر قصائدنا بشكلها اللائق بها رغم وجود قصائد رائعة بسبب اللحن الذي لم يستطع وفقا لرأيه أن يخرجها بثوبها الجميل ولا أن يلبي إيقاعها الداخلي مؤكداً أن اللحن هو العنصر الأهم في القصيدة الغنائية.

ويعتز هواري بقصائده الوطنية التي لحنت وحصدت محبة الجمهور ومنها نشيد (كل شيء للوطن) الذي لحن وغنى له الراحل فتحي صبح كما لحن له الموسيقار الراحل سهيل عرفة مجموعة من الأعمال منها (نشيد الزحف) وغناه الراحل مصطفى نصري ونشيد (بالعزم بالإصرار بالثبات).

ويختم شاعرنا حديثه بأهمية التفريق بين الشعر الغنائي والشعر للأغنية فالشعر الغنائي ارتبط منذ نشأته بالموسيقا وهو بحد ذاته تعبير عن المشاعر الإنسانية.

هادي عمران

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الشاعر صالح هواري: ألتزم القصيدة المقاومة وأسعى للحداثة والابتكار

دمشق-سانا الشاعر صالح هواري الفلسطيني المولد الدمشقي الهوى الذي تغنى بقصائده مطربون فتحولت أناشيده إلى …