فرقة غابالا.. 28فنانا شابا يدمجون الأصالة بالحداثة

اللاذقية-سانا

قدمت فرقة غابالا للفنون الشعبية الفلكلورية خلال عام من تأسيسها الكثير من الأعمال المسرحية الراقصة والتي استوحت جل أفكارها من عمق التراث السوري دون أن تغيب في أساليبها الفنية عن المشهد الحداثي الراهن بما يتلون به من فنون الرقص والموسيقا والغناء والأزياء وخاصة أن الفرقة سعت جاهدة لتكون عنوانا يجمع بين الأصالة والحداثة في مسرحها الذي تؤلفه كوكبة فنية مؤلفة من 28 راقصا ومغنيا وعازفا وممثلا من الفنانين الشباب الطامحين إلى تجسيد ما هو مختلف ونوعي في آن معا.

أما هذه المواهب فقد قدر لها أن تتفتح على أيدي الفنانة عفاف عبد الله رئيسة الفرقة والتي كانت تعمل سابقا في فرقة أمية للفنون الشعبية حيث قالت لنشرة سانا الشبابية إنها “لدى انتقالها إلى مدينة جبلة شعرت بفقر فني واضح في حيز الأنشطة الفنية الفلكلورية الراقصة فعمدت إلى تشكيل فرقة جمعت الموهوبين في حقول التمثيل والرقص والغناء”.

وقدمت الفرقة عرضها الأول والذي امتد لمئة دقيقة تحت عنوان سورية ياحبيبتي ليكون بمثابة إشهار للفرقة وعنوانا لتوجهها وخاصة أنه وصل إلى عدد كبير من الجمهور الذي تمكن من حضوره عدة مرات مؤخرا في كل من المركز الثقافي بمدينة جبلة ودار الأسد للثقافة في اللاذقية والمركز الثقافي بمحافظة طرطوس.

ويتألف العرض الذي أخرجته وصممت رقصاته عبدالله من عدة فقرات غنائية وتمثيلية تتنوع بين الوطني و الوجداني والتراثي حيث أوضحت أنها حاولت في كل فقرات العرض أن تعبر عن الهوية السورية منذ الأزل وحتى اللحظة الراهنة ولذلك يمكن القول إن العرض هو اختزال تاريخي وقيمي للإنسان السوري.

ولفتت إلى أن العرض تنوع ليشتمل على فقرات خاصة سعت الفرقة من خلالها للتعبير عن المرحلة الراهنة في سورية مشيرة إلى أن ثلث ريع العرض خصص لذوي الشهداء الذين يسجل لهم كل انتصار تحقق على أرض سورية نظرا لما قدمه أبناؤهم من تضحيات سخية.

وأكدت الفنانة عبد الله أن “مدينة جبلة مليئة بالخامات والمواهب والفرق الفنية التي تمتلك الموهبة والإمكانيات الكبيرة سواء من خلال المسرح القومي أو الجامعي لكن ماينقصها هو التشجيع والمتابعة والدعم بالإضافة إلى احتضان المبادرات الفردية التي من شأنها النهوض بالمشهد الفني ككل”.

كذلك أكدت رئيسة الفرقة أنها تنظر إلى أي نقد لأعمالها المسرحية بروح إيجابية “فالنقد البناء هو بمثابة الوقود الذي يدفع بعجلة المسرح نحو الأمام ويعطيها الثقة والقوة أما إذا كان العكس فهو خطير على الجمهور لأن النقد دراسة وليس مجرد كلام باعتبار المسرح هو أبو الفنون كونه يجمع بين النص الأدبي والموسيقا التصويرية والمؤثرات الصوتية والرسم والملابس وغيرها من التقنيات متحولا إلى لوجة حية تحاكي الجمهور مباشرة”.

واختتمت بالإشارة إلى نوعية الفن المسرحي ومتعته الخاصة حيث أنه فن مباشر لا يقوم إلا من خلال التواصل والاحتكاك مع الجمهور ما يستلزم العمل على إعادة الثقة بهذا الفن العريق وكذلك بالفنانين المسرحيين خاصة من يعمل منهم بصورة جادة محترما فكر وعقل المشاهد.

من ناحيته أوضح الشاب نور شعبان مغن في الفرقة قائلا.. إنه كان يشارك كمغن في حفلات ومهرجانات محلية بشكل فردي وعندما سمع بالفرقة انتسب لها لأن عمل الفرق يكون منظما وهادفا أكثر مشيرا إلى أن مالفته في فرقة غابالا هو التنظيم والاهتمام والروح الواحدة التي تجمع أعضاء الفرقة وهذا بحد ذاته أمر محفز على إظهار الملكات الخلاقة داخل الفنان.

وأما الشاب محمد عثمان ممثل وراقص في الفرقة فذكر إنه كان يعمل فرديا برفقة مجموعة من الشباب الموهوب قبل أن يلتحق بفرقة غابالا التي يتوقع أن تكون منطلقا حقيقيا لموهبته الفنية خاصة بعد التدريب الطويل الذي يلتزم به والمعرفة الفنية التي بدأ باكتسابها تحت إشراف الفنانة عبدالله مؤكدا أن يضمر في داخله الكثير من الأفكار الفنية الجميلة لكنها كانت دائما بحاجة لمن يدرك كيفية إخراجها وتجسيدها على الخشبة.

يذكر أن الفنانة عبد الله عملت منذ عام 1988 و حتى العام 2002 في فرقة زنوبيا حيث تدرجت من راقصة الى مدربة ومصممة كما مثلت سورية بعروض مسرحية راقصة مع الفرقة في اكثر من بلد مثل اليابان وألمانيا والهند وروسيا وتونس والمغرب ومصر ثم انتقلت للعمل مع فرقة امية للفنون الشعبية كما عملت مع كل من فرقة بيسان الفلسطينية والقدس للفلكور الفلسطيني وفرقة جمرا للرقص الحديث.

بشرى سليمان

انظر ايضاً

فرقة غابالا تقدم عرضها الراقص (تلاقي)

اللاذقية-سانا جمع عرض فرقة غابالا للفنون التراث السوري بمختلف ألوانه على امتداد الجغرافيا السورية في …