الشريط الإخباري

“أحترق وسط الثلج” لمحات أدبية طغت عليها اللغة المباشرة

دمشق-سانا

يطل علينا الصحفي بسام جميدة في مجموعة أدبية بعنوان “أحترق وسط الثلج” آخذا شكل الشعر الحديث من حيث المظهر وبناء المادة الأدبية هاربا من محكمة الشعر بصك براءة في مقدمة الكتاب يقول فيه “ربما ليس لكتاباتي لون من ألوان الضالعين بالبحور كلماتي التي بين أيديكم باقات من أيامي ملونة ببعض ألوان الحياة”.

ورغم أن المجموعة لا تخلو من بعض اللمحات الأدبية ولكن تطغى عليها في الغالب لغة مباشرة لا تحتمل التأويل ولا المجاز وأقرب إلى السرد الصحفي الذي تكحل بالأدب فكان لا هذا ولا ذاك إذ يقول في مادة بعنوان “غربة وحنين”..

لا ولن نرفع الرايات مستسلمين

ومهما فاض الشوق من الأحداق

لن يكون فضيحة للرجل الرزين

فالوجد من شيم الرجال

وبالمحبة نحيا مطمئنين

هناك فرق بين ما هو أدبي وما هو غير أدبي بصرف النظر عن التسميات والنوع والوزن والقافية التي يسعى أحيانا لاقتناصها فتكون ضعيفة وهزيلة يقول في مادة بعنوان “فراتي الهوى”..

سأعود من حيث ذهبت وفيا

عند الحميدية أتذكر طفولتي

وفي هرابش عشت شبابيا

ولي في القصور أناسا أحبهم

وفي العمال أصدقاء

عشت معهم سوية

كل الدروب في مدينتي

ولن أنساها ما دمت حي

اللغة الأدبية لغة فوق اللغة وغوص في أعماق العبارة وتحليق في فضاءاتها وليس الوزن والقافية والنحو من يصنعون شعرا لكنها وعاء للقصيدة ولباس لها ومن الممكن أن تبدل القصيدة لباسها فتخرج في شكل تفعيلة أو تتحرر من سلطة الوزن والقافية ولكنها دائما تحلق في مدارات المعنى وتدعو للقلق وتحرض الخيال وتثير
الدهشة فحسب قوله في مادة بعنوان ذكريات..
أتذكرين

يوم كنا صغارا

نذهب وحدنا

يوم كنا نحلم

أحلام العاشقين

أتذكرين

عندما كبرت

وأصبحت مني تهربين

واعتمد الكاتب اللغة المباشرة في بوحه وانتقاده للمجتمع وما فيه من تناقضات وخروج عن القيم من غدر وخيانة يقول في مادة بعنوان أين الوفاء ..

مر بكائي على بشر

خلتهم بشرا

لبسوا نفس الثياب

حين احتجتهم صاروا ملحا وذاب

لم يلحقوا حتى الدواب

إن نشر كتاب أدبي ليس من السهولة بمكان لأن الأديب حينها يقدم نفسه للناس مبدعا وقدوة حتى لا يعتقد القارئ البسيط أن الكتاب هو المثال والنهج الذي سيحذو حذوه ولذلك من الواجب الإشارة إلى الذين يريدون الغوص في هذا اليم أن يتعلموا فن العوم أولا حرصا على الذائقة الأدبية عند الناس.

بلال أحمد

انظر ايضاً

مصر والعبرة السورية

سقطت الدول المُحتواة في وعاء “مجلس التعاون الخليجي” وسط دوامة ارتباك مُعلنة على الملأ، لم …