الشريط الإخباري

التنور… مشروع متناهي الصغر يدعم موارد الأسر في الأرياف ورائحة الخبز تدل عليه

طرطوس-سانا

في القرى وعلى الطرق الرئيسية تقودك رائحة الخبز المحمص إلى التنور فتشدك ومن معك من رفاق السفر لشراء رغيف ساخن أو فطيرة متعددة الحشوات تسد جوعك وتضفي جواً مميزاً على رحلتك.

التنور القديم تحول في الريف السوري من وسيلة لتوفير حاجة العائلة إلى مشروع متناهي الصغر يمنحها مصدر دخل إضافياً يدعم مواردها لتأمين مستلزماتها في ظل الظروف المعيشية الراهنة.

وفي ريف الشيخ بدر بطرطوس بدأت سعاد سلامة وزوجها بصناعة خبز التنور لعائلتها منذ 15 عاماً حيث تقول لـ سانا: بنينا التنور من الحجارة والطين بخلطة خاصة من التراب الأبيض ونوع من الحجارة تسمى محلياً “حجر دب الملح” تطحن بمطرقة ويضاف لها الملح وبعد عجن الخليط يطين التنور من الداخل ليصبح أملس بعض الشيء وجاهزاً للاستخدام.

وأضافت سلامة: نشعل النار داخل التنور باستخدام مخلفات تقليم الأشجار وعندما تصبح حرارة التنور مناسبة تخبز العجينة لتعطيها رائحة شهية وطعماً خاصاً مرغوباً من الناس.

وبينت سلامة أنها بدأت بيع الخبز في السنوات الأخيرة لأهالي القرية وعابري الطريق حيث تجهز العجين منذ ساعات الصباح الباكر لتصنع الخبز وتبيعه مباشرة وهو أمر يعطيها مردوداً مادياً يساعدها وزوجها في تأمين حاجيات البيت.

تأسيس مشروع صغير يدعم مرود العائلة فكرة راودت مريم محمد بعد تعرض زوجها من بواسل الجيش والقوات المسلحة لإصابة جعلته غير قادر على العمل فقامت بإنشاء تنور بتكلفة بسيطة لتعمل فيه مع أم زوجها لتأمين حياة كريمة لأسرتها على حد تعبيرها.

وتقوم محمد بخبز بعض أنواع الفطائر والمعجنات لأهل المنطقة مقابل أجر مادي معين مشيرة إلى أن الكثير من زبائنها من أهالي القرى المجاورة وسكان المدن الذين يعودون لقراهم في أيام العطل فيشترون الخبز والفطائر والبعض منهم يأخذ كميات لأصدقائه في المدينة مبينة أنها باعت كامل إنتاجها منذ الصباح في إشارة منها إلى أنه مرغوب.

وعن معاناة أصحاب أفران التنور أوضحت محمد أنها تكمن في صعوبة تأمين الطحين بشكل كاف ومنتظم حيث يشترونه بالسعر الحر متمنية أن يحصلوا على كميات محددة من الطحين المدعوم.

الشاب حيدر يوسف أتى من قرية مجاورة لشراء الفطائر والخبز لأن له طعماً خاصاً وشهياً ويعيد له بعضاً من ذكريات الطفولة وهو جزء من تراثنا على حد تعبيره مبيناً أن التنور أصبح مصدر رزق لكثير من الأسر وخاصة أسر الشهداء وجرحى الحرب ولاقى انتشاراً واسعاً في أغلب المناطق.

مهران معلا

انظر ايضاً

شاب من السويداء يوظف دراسته بمشروع متناهي الصغر لتصنيع فساتين الأطفال

السويداء-سانا إثبات أهمية الدراسة في المعاهد المهنية في فتح الآفاق للشباب بدخول سوق العمل،