ريف دمشق-سانا
طموح وثاب يغلف الإرادة الراسخة والعزيمة الصلبة التي وسمت تجربة الأشقاء الصم الثلاثة خالد ومحمد ووليد أبو خديجة ممن تحدوا ظروف الإعاقة التي أحاطت بهم منذ الولادة لينهضوا بمشروعهم الاقتصادي الخاص بصناعة المعجنات محولين عجزهم إلى عنفة أمل وتفاؤل فجرت قدراتهم الكامنة لمواجهة الحياة دون الحاجة لطلب العون من الآخرين.
المخبز الذي افتتحه الأخ الأكبر خالد في بلودان بريف دمشق ما لبث أن أصبح خلال فترة وجيزة قبلة لسكان المنطقة وزوارها من الراغبين بتذوق الخبز والفطائر على أنواعها حيث أوضحت مها العاملة في المخبز وزوجة خالد أن زوجها سعى منذ الصغر لتعلم حرفة تعيله على كسب رزقه وسد احتياجات الحياة فوقع اختياره على صناعة المعجنات حيث اتقن هذا العمل واكتسب خلال سنوات ما يكفي من الخبرة لتأسيس مشروع خاص به بمساعدة أخويه وليد ومحمد.
وأضافت مها: تم استئجار المخبز وتجهيزه وسط تصميم على العمل بكد ونشاط وصبر ليبدأ المشروع بالتوسع خلال أشهر من الإقبال على مختلف منتجاته ما استدعى الاستعانة بطاقم إضافي من العاملين حيث ذاع صيت المخبز في المنطقة وخارجها وأصبح زوار بلودان يرتادونه خصيصا لتذوق أشهى أنواع الفطائر إضافة إلى استقبال الطلبات الخارجية لتلبية مستلزمات الولائم والمناسبات المتنوعة.
العمل الذي تحول إلى مشروع منتج تمكن من توظيف العديد من الأيدي العاملة عبر فرص وطدت علاقة الأخوة الثلاثة بأبناء المنطقة لتؤكد مها من جديد على فرحتها العارمة وزهوها بما انجزه زوجها وعائلتها من جهود تكللت بالنجاح في تحد صارخ للعجز والإعاقة الجسدية وبما لا يدعو للشك بقدرة المرء على تحقيق تطلعاته واماله إذا ما آمن بذاته واستثمر مهاراته الفردية.
المدربة ومترجمة لغة الإشارة فرح التل لفتت من ناحيتها إلى أن هؤلاء الشباب هم أنموذج مضيء لذوي الاحتياجات الخاصة وللأصحاء على حد سواء وخاصة أنهم دعموا مشروعهم الإنتاجي وساندوا بعضهم البعض بكل ما أوتوا من قدرات معتمدين على حرفيتهم في صناعة المعجنات.
لمياء الرداوي