دمشق-سانا
احساسه العالي بالمسؤولية وبقداسة الواجب الوطني المترتب عليه جعل الطبيب الشاب أحمد نزار محمد يحمل هموم وطنه في وقت مبكر من سيرته المهنية مشكلا بذلك نموذجا يحتذى به للشباب السوري الساعي إلى ترسيخ قيم العمل التطوعي في مجال الصحة العامة بكل ما يترادف مع هذه القيم من مفاهيم إنسانية نبيلة تجلت في سعيه الدؤوب لخدمة المجتمع المحلي وتثقيفه طبيا وخاصة في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا.
الطبيب الشاب الذي أنقذ حياة عشرات السوريين وحافظ على صحة آخرين لم يقف جهده التطوعي على التثقيف والتوعية وعلاج المرضى بل تعداه نحو بعد وطني وإنساني آخر من خلال إطلاق مشروع جديد مؤءخرا تحت اسم “مشروع أحمد” سعى من خلاله كما أوضح لنشرة سانا الشبابية إلى تأمين جملة من العمليات التوفيرية في المستشفيات ليضمن بذلك تقديم عمليات جراحية بتكاليف مخفضة لكل من يحتاجها من الشريحة الأكثر فقرا وحاجة للدعم والمساعدة.
وقال: يتم من خلال هذا المشروع توفير من 20 بالمئة إلى 40 بالمئة من تكلفة العمل الجراحي والهدف من ذلك كله هو تقديم العون لكل من يحتاجه في ظروف الحصار والحرب الظالمة التي نعيشها فأنا كطبيب لا يمكنني إيقاف الحرب لكن يمكنني أن أخفف المعاناة.
كذلك فقد شكل العمل الجماعي محطة مهمة في سيرة الطبيب الشاب الذي طالما آمن بأن التشاركية فضاء رحب يضفر الجهود المباركة ويعمق من مفاعيلها على الأرض ما جعله ينخرط مع زملائه من الاختصاصيين والمتمرسين في المجال الطبي مشكلين منصة الأطباء السوريين الميدوز مبينا أنها تضم كوكبة من الشباب المتخصص ممن عملوا ليل نهار لدعم الناس في ظل أزمة فيروس كورونا في سورية سواء عبر تقديم التوعية الطبية الشاملة والدقيقة للجميع أو من خلال سد حاجة المرضى لأسطوانات الأوكسجين وغيرها.
والميدوز التي تأسست في العام 2017 أصبحت تدريجيا وفق الدكتور أحمد من أقوى المنصات في العالم العربي أجمع وخاصة أنها جمعت ضمن كادرها مختلف الاختصاصات الطبية وقدمت النصائح التوعوية والاستشارات التي تسهم في مساعدة الناس وإيصال المعلومة الطبية الصحيحة بلغة مبسطة إضافة إلى تقديم أحدث الدراسات والمعلومات الطبية اللازمة حول فيروس كورونا على منصات التواصل الاجتماعي من خلال فريق رصد يقوم بترجمتها ونشرها.
أكثر من ذلك أصدر الطبيب الشاب ورفاقه من خلال منصة الميدوز كتابا يتضمن أسئلة الناس حول كورونا واجابات موثوقة عنها إضافة إلى وضع رقم خط ساخن في سورية على مدار الـ 24 ساعة بحيث يستطيع أي شخص التواصل مع الفريق الطبي للاستفسار عن الأعراض لافتا إلى أن مشاريع الفريق القريبة تتضمن إطلاق منصة الصحة النفسية التي ستقدم العديد من الخدمات والاستشارات في هذا الجانب على غرار باقي منصات الميدوز.
وبذل الدكتور أحمد مع الشباب المتطوع في فريقه جهودا جبارة في مواجهة طوفان النار وسط الجبال الساحلية عبر الإسهام في إجلاء عدد من متضرري الحرائق في ريف اللاذقية وتقديم الاستشارات الطبية العاجلة للأفراد والعائلات بعد تخصيص خط للاستجابة الطبية الطارئة وآخر لإجلاء الناس العالقين وسط الحرائق بمساعدة متطوعين شباب انتشروا في كل المناطق إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.
يشار إلى أن الدكتور أحمد نزار محمد من مواليد عام 1994 وهو عازف على كل من آلات العود والبيانو والغيتار.
لمياء الرداوي