فارس الحداثة الشعرية المعاصرة فايز خضور يرحل عن عالمنا

دمشق-سانا

مسيرة شعرية جاوزت النصف قرن رفدت الشعر العربي المعاصر بإبداع متنوع قدم خلالها الشاعر الراحل فايز خضور لبلاده وللثقافة بإخلاص رؤاه المبتكرة وخلاصة تجربته الطويلة ليحقق عبرها موقعاً متقدماً في عالم الحداثة الشعرية المعاصرة.

والراحل الذي رحل في مدينة سلمية اليوم عن عمر 79 عاماً شاعر رهيف من جيل الستينيات وشغوف بمشاغبة اليباس ومفعم بالنبل وهو لا يعرف إلا الانحياز إلى الحق والجمال وهو يعبر في إبداعه عن وعي عال وحصيف بالتراث الشعري العربي والعالمي وثري بالمغامرات الفكرية قدم خلاله تجربة متفردة بالحداثة الشعرية واجه عبرها القبح والظلم بالعمل على تنمية القيم الإيجابية.

وعن الراحل قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني إن الشاعر الراحل خضور يشكل حالة مهمة في الحداثة الشعرية نظراً لما قدمه من خصوصية في تكوينه الفني المبتكر وحافظ عليه حتى أصبح هوية خاصة به إضافة لثباته على مواقفه الوطنية والأدبية لذلك من المفترض أن نحافظ على إرثه الثقافي وذلك من أسس الواجب في اتحاد الكتاب العرب وهو أقل ما يمكن أن يقوم به في تأدية دوره.

وفي تصريح لـ سانا الثقافية قال الباحث إياد مرشد مدير عام مكتبة الأسد الوطنية “كان فايز خضور شاعراً حقيقياً وأحد أعمدة الحداثة الشعرية العربية والصحفي البارع صاحب القلم المسؤول والكلمة المتزنة وبوفاته نخسر وجها مرموقاً في الحياة الثقافية السورية وواحداً من المبدعين الذي تركوا بصمة مميزة في نتاجه الأدبي ابتداءً من الظل وحارس المقبرة عام 1966 مروراً بأمطار في حريق المدينة عام 1973 إلى مرايا الطائر الحر عام 2010 وغيرها”.

وتوقف مرشد عند استلهام الراحل للتراث والتاريخ والأسطورة وتقديم تجربة شعرية تحاكي العصر وتتناغم مع القيم الإنسانية في أرقى صورها مشيراً إلى أن مكتبة الأسد استضافت حفل توقيع الطبعة الشعرية الثانية من أعماله في تشرين الثاني 2018 بحضور كوكبة من كبار الأدباء من سورية ولبنان وفلسطين.

ورأى الأديب علي الراعي أن رحيل الشاعر خضور هو خسارة أدبية في الحاضر الثقافي نظراً لما يمتلكه من قدرة على الإبداع المبتكر والحداثة الرائدة.

واعتبرت رئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي في اتحاد الكتاب العرب عضو المكتب التنفيذي فلك حصرية أن الأدب الوطني افتقد اليوم قامة مهمة وأسلوباً أدبياً مميزاً وخاصاً وكلنا يعرف أن فايز خضور شق طريقاً يخصه ومكاناً كانت الثقافة بحاجته.

رئيسة مركز ثقافي الميدان ليلى صعب نوهت بتجربة الشاعر خضور الفريدة كونه صاحب تكوين فني مبتكر استطاع أن يعطي مؤشرات إلى أدب جيد جدير بالاحترام.

وبينت الشاعرة ملاك العوام أن الشاعر خضور صاحب أسلوب شعري يتميز بالسهل الممتنع ويمتلك مقومات الشعر من وزن وبناء وصورة ودلالات إضافة إلى الحداثة في حركة التفعيلة واستخدام الدلالة.

رئيس اتحاد الناشرين هيثم حافظ أشار إلى ضرورة الاهتمام بأدب الراحل خضور وشعره بعد رحيله سعياً للحفاظ على الإرث الأدبي الناجح الذي يلهم الأجيال ويتجاوز كل الظروف الصعبة.

ابن مدينة الراحل الأديب محمد عزوز قال بدوره “فايز خضور شاعر ينبض شعراً ويتدفق خصوبة لغته غير عادية أو مألوفة تختزن قدراً هائلاً من الشراسة وهو مسكون بالوطن والرفض والتمرد والحرية سلوكه كنصه الشعري تماماً وله تجربة طويلة مع المفردات والتفاعيل جعلته محترفاً في نحت الكلمات ومجدداً دوماً بلغة طازجة”.

وظل الشاعر خضور وفقاً لعزوز يرفض المهادنة بكل أشكالها حتى في قصائد العشق أو في تصوف ابتدعه وأجاد في رسمه ومضى في ابتكار قاموسه اللغوي الخاص منذ قصائده التقليدية الأولى حتى عبر القصائد والزوايا التي نشرها في بعض الصحف أو الدوريات وعندما ابتعد عن الأضواء واكتفى بنتاجه وكتبه كان لإيمانه أن الوحدة خير من جلساء السوء وأن هوية الخصم تحدد هوية الفارس وأن أجمل ما في حياته القصائد أصدقها ثم أصدقها ثم أصدقها.

محمد خالد الخضر-شذى حمود