الشريط الإخباري

المنتدى العربي الدولي لرفع الحصار والعقوبات عن سورية وإسقاط قانون قيصر يطلق “الهيئة الشعبية العربية والدولية لرفع الحصار عن سورية”

 بيروت ــ سانا

أقام المؤتمر العربي القومي والمنتدى العربي الدولي فعالية عربية دولية استثنائية حول سورية عبر الفيديو جرت على مدار جلستين في الخامس من أيار، شهدت مشاركة عربية ودولية واسعة ضمّت ما يزيد على 200 شخصية، بدأت باسم ” المنتدى العربي الدولي لرفع الحصار عن سورية” وانتهت بتأسيس “الهيئة الشعبية العربية والدولية لرفع الحصار عن سورية.

الوزير مرهج: موقف جريء

وافتتح اللقاء بشارة مرهج العضو المؤسس في المؤتمر القومي العربي، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن وجاء في كلمته : إنه لموقف جريء في ظل الحصار والعقوبات أن تتقدم شخصيات دبلوماسية وسياسية ونقابية وحزبية من عواصم ومدن شتى ابتداء من أميركا الشمالية الى أميركا الجنوبية الى آسيا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا للجهر ورفع الصوت عالياً ضد الإجراءات المنافية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة دون تدخلات خارجية ارتقت في سورية إلى مستوى الحرب المستمرة من سنوات والمقرونة بعقوبات اقتصادية ومالية وصولاً الى أبسط مقومات العيش من غذاء ودواء ومحروقات .

وأضاف مرهج قائلاً: ان الشعب السوري المتمسك بالعروبة والتعددية والديمقراطية يشعر اليوم بمزيد من القوة وهو يرى شخصيات مرموقة من كل العالم تدافع عنه، عن مصالحه وتطلعاته، في الوقت الذي تندد فيه هذه الشخصيات بالعدوان وتكشف حقيقته وأضراره الفظيعة على هذا البلد العربي الأصيل الذي كان دوماً ملاذاً لكل العرب ولكل مظلوم في المنطقة. ومهما تألبت الظروف فإن سورية لن تتخلى عن تراثها الأصيل ودورها الحيوي في المنطقة وستبقى درعاً للقضية الفلسطينية بشكل خاص والقضية العربية بشكل عام. وكل ذلك يجعلنا نفهم لماذا تتجدد الحملات على سورية وتتصاعد. وكلنا يذكر موقف سورية عندما زارها كولن باول بعد الحرب على العراق طالباً منها الامتثال ومغادرة مواقفها وتاريخها وحقيقتها. كان رد سورية يوم ذاك كما كل يوم :” اننا نرحب بكل علاقة تحترم سيادتنا واستقلالنا ولن نقبل الغدر بأي بلد شقيق ولن نتخلى عن واجبنا في الدفاع عن القدس وكل عاصمة عربية بوجه الاحتلال والحصار والعدوان”

وختم مرهج قائلاً: إذ أرحب بكم جميعاً في هذه الندوة التضامنية مع سورية والمنددة بالحصار والعقوبات المفروضة عليها فإني لواثق بأن جهودكم ومبادراتكم سيكون لها الوقع الطيب في نفوس السوريين جميعاً وستسهم ولا شك في تعزيز صمودهم ونضالهم من أجل سورية حرة عربية موحدة مستقلة.

الدكتورة بثينة شعبان: النقاط على الحروف

كشفت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية في مداخلتيها اللتين قدّمتهما باللغتين العربية والإنكليزية الموقف الغربي الحقيقي والذي لا يريد الخير للشعب السوري، وتحدثت عن السبب الحقيقي للحرب على سورية لكونها ترفض الهيمنة الأمريكية الغربية وتتمسك بسيادتها وقرارها الحر المستقل.

العراق وليبيا وأفغانستان

وأضافت الدكتورة شعبان قائلة : في أوائل نيسان 2011 قابلتُ سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وكنت أقول لهم أنّ كلّ ما تحرّض حكوماتكم على فعله في سورية لن يجعل حياة السوريين أفضل، بل على العكس إنّه سيودي بهم إلى الهاوية، وكنت دائماً أذكرهم بما حلّ بالعراق وليبيا وأفغانستان كأمثلة حية ماثلة أمام أعيننا.

عقوبات جماعية ضدّ الشعب السوري

وأضافت الدكتورة شعبان : غير أنّهم وبمجرد إدراكهم استحالة تحقيق هذه المهمة نظراً لصمود الشعب السوري وتضحياته، قاموا بتحويل التركيز من حرب عسكرية إلى اتخاذ إجراءات قسرية أحادية الجانب غير شرعية بأيّ شكل من الأشكال لأنها تمثل نمطاً من أنماط العقوبات الجماعية ضدّ الشعب السوري. وبعد الهزيمة التي مُنيت بها الجماعات الإرهابية الرئيسية في سورية قامت الولايات المتحدة بإرسال فرقها العسكرية بغية استهداف الشعب السوري وتجويعه وكسر عزيمته وإرادته. لقد بات واضحاً بعد كلّ ما جرى في العراق وسورية وليبيا واليمن أنّ القوى الغربية تعتزم تدمير بلداننا ونهب ثرواتنا. وإذا كان هناك من خير في الحرب على سورية، فإنّه يتجلّى في الموقف الصيني والروسي واتفاقهما على اتخاذ حق النقض المزدوج (الفيتو) لأكثر من عشر مرات في مجلس الأمن لمنع المزيد من العدوان الغربي على سورية.

سورية غيّرت وجه العالم

وختمت المستشارة الرئاسية السورية كلامها في مداخلتها باللغة الإنكليزية بالقول : أعتقد أنّ انتخاب الرئيس جو بايدن جاء بهدف إحياء العلاقات عبر الأطلسي في مواجهة كل من روسيا والصين، لكن هذه الجهود لن تحقق النتائج المرجوّة، وهذا يعود لأسباب عديدة أوّلها أنّ الصين تمثّل قوة اقتصادية وتكنولوجية وأخلاقية صاعدة، ولا شكّ أنّ تحالفها مع روسيا ومع دول أخرى سوف يؤسس لنظام متعدد الأقطاب، والسبب الثاني يكمن في أنّ الحرب على سورية قد ساهمت في إثبات أنّ السياسات الغربية تجاه العراق وأفغانستان وسورية وليبيا إنما هي سياسات مفلسة وأنّ الروايات التي يروّجون لها عبر شاشاتهم وصحفهم باتت عديمة المصداقية.

رفض الحصار الجائر على سورية

وأكّد باقي المتحدثين من خلال مداخلاتهم التي استمرت ساعتين على رفضهم الحصار الجائر المفروض على سورية وعلى مخالفته أبسط قواعد القانون الدولي، وأنه استمرار لحصارات مماثلة لدول رفضت الرضوخ للهيمنة الأميركية وتدخل خارجي في الشؤون الداخلية لسورية منذ أواخر أربعينيات القرن الفائت وأجمعوا على أن هذا الحصار الذي يشكّل نوعاً من العقاب الجماعي للشعب السوري هو في حقيقته حرب ضد الإنسانية ينبغي إحالة من يقف وراءه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

دبلوماسية الشعوب ضد دبلوماسية العصابات

واقترح أحد المتحدثين إطلاق مصطلح “دبلوماسية الشعوب ضد دبلوماسية العصابات” وذلك في إحدى الأوراق التي ناقشت مواقف الدول الغربية التي استهدفت سورية، ليس فقط دفاعاً عن سورية وإنما دفاعاً عن الإنسانية برمتها، وأضاف متحدث آخر أن تكون هذه الحركة مزيجاً من دبلوماسية الدول والشعوب يشكّل قوامها الدول المتضررة من العقوبات الغربية والنخب المؤمنة بضرورة إيجاد نظام عالمي جديد يخلّص البشرية من الهيمنة الغربية عبر الأطلسي والتي استمرت على مدى خمسمئة عام فائتة.

تأسيس هيئة جديدة

ووافق المتحدثون على اعتبار أعضاء هذا المنتدى الذين بلغ عددهم حوالي 300 عضو من معظم الأقطار العربية ومن العديد من دول العالم، أعضاء مؤسسين في “الهيئة الشعبية العربية والدولية لرفع الحصار عن سورية”، المفتوحة بدورها لكل راغب في الانتساب اليها، وأن يسعى كل منهم في بلده الى تشكيل لجان وطنية لرفع الحصار، وذلك لتنفيذ بنود البرنامج الذي جرى إقراره في المنتدى والذي سيذاع في البيان الختامي للمنتدى العربي الدولي لرفع الحصار عن سورية في مطلع الأسبوع القادم.

مشاركة عربية ودولية واسعة

يشار الى أن اللافت في المؤتمر تلك المشاركة الواسعة العربية والدولية؛ فقد شاركت فيه شخصيات عربية من سورية والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن والبحرين والكويت والعراق والأردن ولبنان وفلسطين. كما شاركت شخصيات دولية من الولايات المتحدة، كندا، فنزويلا، نيكاراغوا، أستراليا، الهند، جنوب إفريقيا، المملكة المتحدة، فرنسا، إيرلندا الشمالية، اليونان، المكسيك، الارجنتين، جمهورية ايرلندا، هنغاريا ، بولندا.

ويعد هذا الكم الكبير من المشاركة العربية والدولية مؤشراً مهما على أهمية سورية والدور العربي والإقليمي والدولي الهام الذي تلعبه، وينمّ عن مواقف إيجابية ومتضامنة ومؤيدة للموقف السوري، وينمّ أيضاً عن فهم عميق لحقيقة ما يجري على الساحة الدولية التي يحاول الغرب العبث بها.