الشريط الإخباري

(سورية.. نضال قائد وشعب) بقلم الباحث والسياسي التونسي محمد زهير حمدي

دمشق-سانا

“شكل الجيش العربي السوري نموذجاً مثالياً للجيوش الوطنية القوية مؤكداً عضوية العلاقة بين هذه الجيوش والمشروع الوطني السيادي” بهذه الرؤية يبدأ الباحث والسياسي التونسي الدكتور محمد زهير حمدي مقالته التي حملت عنوان “سورية.. نضال قائد وشعب”.

المقالة التي نشرت في كتاب “القائد الأسد صفحات مشرقة من تاريخ الصمود” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب توقف فيها الدكتور حمدي عند أهمية المؤسسة العسكرية لحماية المنجز الوطني مؤكداً أن الجيش العربي السوري في الحرب التي خاضها منذ 2011 إلى اليوم أثبت أن تحقيق النصر في المعركة الوطنية للحفاظ على الدولة وسيادتها وإرساء مشروع اقتصادي لا يمكن أن ينجز دون مؤسسة عسكرية عقائدية مؤمنة بقيم المشروع الوطني للدولة.

وشدد الدكتور حمدي على أن سورية تشغل مركز الثقل الفكري والثقافي والسياسي والاستراتيجي في الأمة العربية مشيراً إلى أنها خاضت جملة من التحديات التي طالت عملية التنمية المستقلة والاكتفاء الذاتي وعدم التداين انطلاقاً من إيمانها بأن لا معنى لقرار سياسي مستقل دون هذه العملية وصولاً إلى تحقيق التحرر الاقتصادي والاجتماعي والاعتماد على النفس بديلاً عن المعونات والقروض الأجنبية وتحقيق الحاجيات الأساسية للسكان.

وبين الدكتور حمدي أنه بهذه الرؤية نجحت سورية في تأمين احتياجات شعبها في أحلك الظروف كما نجحت في إرساء نموذج علاقات خارجية استراتيجية قائمة على المشاركة وليس على الوصاية والهيمنة ما مكنها من مجابهة العدوان الإمبريالي ومكن حلفاءها من التقدم شوطاً في تغيير موازين القوة في العالم وإنهاء الأحادية القطبية.

ولفت الدكتور حمدي في محور “سياسة خارجية في خدمة سورية والأمة العربية” إلى أن سورية عملت على إرساء شراكة اقتصادية مع كل دولة عربية رغبت في ذلك على المستويين الرسمي والشعبي حيث فتحت حدودها أمام المواطنين والطلاب العرب كما كانت وطناً للمهجرين الفلسطينيين إلى جانب دعم كل حركات المقاومة وأرست علاقات إقليمية ودولية مميزة مع إيران وروسيا والصين وبلدان أميركا اللاتينية ما أعطاها هامشاً كبيراً على المستوى الخارجي كان أحد عناصر النصر السوري العظيم.

وفي محور “الصمود السوري من عوامل انهيار الأحادية القطبية واستمرار مشروع المقاومة عربياً وعالمياً” رأى الدكتور حمدي أن سورية كانت أحد أهم الأهداف للعدوان الإمبريالي الصهيوني وأحد أهم القوى التي تصدت له وعطلت الكثير من أهدافه حيث رفضت الانصياع لطلبات الإدارة الأمريكية في المنطقة والتخلي عن محور المقاومة كما قامت بدور بالغ الأهمية في الانتصارات التي تحققت على الاحتلال في العراق ولبنان فضلاً عن التصدي لكل حروب الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

وأكد أن همجية الحرب التي شنت على سورية تعكس إدراك قوى العدوان لدورها المحوري في تعطيل مشروعهم ورغبتهم في إزاحتها لفرض “صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية لافتاً إلى أن سورية تمكنت بفضل قيادتها وتضحيات جيشها وشعبها من كسب ثقة كل القوى الدولية والإقليمية الرافضة للهيمنة الأمريكية وتحول مسار الحرب إلى مواجهة كونية محورها سورية.

واعتبر الباحث التونسي أن مشروع إعادة البناء والإعمار في سورية بديل تاريخي سياسي وثقافي واقتصادي وعسكري يعيد بناء الذات العربية كما أنه مشروع وطني تنموي يحقق الكرامة الإنسانية للشعب والسيادة للوطن والعدالة الاجتماعية وتلازم السيادة والديمقراطية التشاركية والتنمية المستقلة والمقاومة والخيار الوحدوي.

واختتم الدكتور حمدي مقاله في محور “تصفية ما تبقى من آثار العدوان والتوجه نحو إعادة البناء” بالقول: “يتطلع الشعب السوري وكل أحرار العرب والعالم إلى انتهاء العدوان على سورية وتصفية كل جيوبه والمتمثلة في الاحتلال التركي والأمريكي وأدواتهما الإرهابية وأكبر عوامل هذا النصر إدراك القيادة السورية ممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد لطبيعة المعركة وأهدافها منذ انطلاقتها والمتمثلة بتفكيك سورية وتدمير جيشها ومؤسساتها وهو ما ترفضه سورية ويرفضه رئيسها الذي لن يعطيهم بالمفاوضات ما عجزت عنه بالحرب”.

يذكر أن الأستاذ الدكتور محمد زهير حمدي حاصل على الأستاذية في القانون والماجستير في علم الاجتماع وهو من مؤسسي التيار الشعبي بتونس عام 2013 وحالياً أمينه العام ومن مؤسسي الجبهة العربية التقدمية وعضو لجنتها التنفيذية.

رشا محفوض