الشاعر سليمان السلمان.. شاعر الوطن والحب والإنسان

دمشق-سانا

الشاعر سليمان السلمان المولود بفلسطين وابن بلدة خبب في درعا التي اشتهرت بثقافتها وقضائها على الأمية منذ وقت طويل أتقن بحور الخليل كلها مذ كان في العاشرة من عمره ونشأ في كنف أب عاشق للشعر مولع بالقراءة فتربى على عشق القصيدة والوطن ليكون في نتاجه 13 ديواناً مطبوعاً إضافة إلى عشرات المخطوطات بانتظار النشر.

الشاعر السلمان أوضح لـ سانا الثقافية أنه تتلمذ على يد كبار اللغويين كيوسف الصيداوي وبعد تخرجه في دار المعلمين درس اللغة العربية في جامعة دمشق سنة 1969 ليطبع ديوانه الأول عام 1977 وتتالى بعدها إصداراته التي كانت ثلاثة منها في الغزل والبقية في الهم الاجتماعي والوطني والإنساني ولأنه ولد في يافا صار يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الشخصية فكتب عنها كثيراً من القصائد فضلاً عن قصائد خص بها وطنه سورية والتي يعتبرها أم العروبة مرتجياً لها الخلاص من مؤامرات قوى الاستعمار وأدواته.

السلمان الذي يؤمن بعدالة القضية العربية والعداء لكل ما تسببه الإمبريالية المتآمرة مع الصهيونية يشير إلى أن مفهوم الليبرالية بشكليها القديم والحديث يعني أن دولة بعينها تستعبد شعوباً أو دولاً أخرى بشكل أو بآخر مبيناً أن ما ترتكبه هذه الليبرالية ضد سورية من حرب ظالمة وحصار اقتصادي يكشف نوايا تلك الليبرالية الحديثة وما تكنه لبلادنا لأنها تناضل عن حقوق العرب.

ويؤكد السلمان أنه سعى من خلال مضامين شعره إلى فضح هذه السياسة الغربية وتواطئها مع الصهيونية ضد منطقتنا لأن الشعر يجب أن يؤدي وظيفة وطنية ملتزمة بقضايا البلد ومواجهة استخدام العدو لكل الوسائل ضد شعوبنا ونشر الفكر التكفيري المتطرف.

وعندما يدافع السلمان في شعره عن وطنه سورية فهو يدافع عن كل الوطن العربي كقوله في قصيدة توجه فيها إلى راعي الإرهاب في العالم بعنوان أتحاسب سورية “يا راهبنا الأمريكي الدموي العاثر.. نحن هنا في سورية.. بهاء حضارات الدنيا.. نؤمن بالتاريخ وبالأوطان وبالحرية”.

ولأن الشاعر السلمان ابن حوران يعتبر نفسه حفيداً لقبيلة الغساسنة تلك القبيلة العربية العريقة كرس شعره للعروبة التي تناضل من أجل كل الوطن وتمثلها دمشق في جميع مكوناتها والتي خلفت تاريخاً مشرفاً منذ القدم.

وأوضح السلمان أن مجموعته الشعرية الأخيرة الصادرة عن وزارة الثقافة تحت عنوان (صادق هواك) حملت مواقفه ضد الحرب الإرهابية على سورية كقصيدة (صادق هواك يا وطني) و(أخذتني الحرب) و(إعصار) و(عولمة وحكام) و(نلقاك رمزاً) وسواها.

كما توجه السلمان لمن يدعون الدين وهو منهم براء ليمارسوا تحت ستاره جرائم القتل فقال “لأهل فتوى الموت ويحكم.. من أين جئتم.. حفرتم قبر موتاكم.. لكي نحيلكم نسغاً لمهزلة.. برسم صهيون حلماً في مناياكم” إضافة إلى قصائد كتبها فضحت الفضائيات والإعلام المتورط مع الإمبريالية والذي يروج لها ويخدم مصالحها مستخدما أبشع أساليب الكذب والدعاية.

وعن مجموعاته الشعرية (حين اتكأت على دمي) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب و(الحلم على جبين الصبح) و(ذاكرة الدم والأسيجة) يوضح السلمان أنها تنتمي لشعر التفعيلة والعمودي وتحمل الهم الوطني والقومي والاجتماعي والإنساني إضافة إلى قصائد وقف فيها مع جنود الوطن في الدفاع عنه ضد الإرهاب وتغنت بتضحيات الشهداء مندداً بجرائم الإرهاب والتي لم تسلم منها حتى تماثيل رموز الحضارة والوطن كابي تمام وابراهيم هنانو.

أما مجموعاته (بركة السنا) و(حنان الخزامى) و(رؤاك ابتهال) فتحمل الهم العاطفي الوجداني ويحتفي فيها بالمرأة الأم والأخت والحبيبة لأنه يرى أن من لا يعرف المرأة الحبيبة لا يستطيع أن يكتب في حب الأرض والوطن.

فيما خص السلمان مجموعتيه (جزر النار) و(أعلم أني احترق) بالهم الاجتماعي ومشاركة الناس البسطاء معاناتهم بشكلي الشعر الموزون والعمودي.

وعن رأيه بشعر النثر قال السلمان: النثر فن جميل بدأ به جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني دون أن يطلقوا عليه اسم الشعر والموسيقى والإيقاع من دعائم القصيدة وعندما يضيق الوزن بالشاعر فلينثر شعره أما الشاعر الفحل فيستطيع أن يحلق في فضاءات الكون مبدعاً عبر آلاف الأوزان والإيقاعات.

بلال أحمد

انظر ايضاً

الشاعر سليمان السلمان: الحركة النقدية متأخرة عن المشهد الأدبي

اللاذقية-سانا يعتبر النقد الأدبي رافعة للأدب والإبداع، ودافعاً لتطوير الحركة الإبداعية والارتقاء بتجارب المبدعين من …