تخبط ترامب مستمر ورفضه توقيع حزمة المساعدات يهدد الولايات المتحدة بالفوضى

واشنطن-سانا

إلى الواجهة من جديد يظهر تخبط ترامب وقراراته الارتجالية وهذه المرة عبر رفضه توقيع حزمة تحفيز الاقتصاد لمساعدة الأميركيين في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا التي تعصف بالولايات المتحدة والتي تفاوض عليها الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس مع إدارته.

موقف ترامب الرافض لتوقيع حزمة المساعدات جاء بعد اقرار الجمهوريين في مجلس الشيوخ بفوز الديمقراطي جون بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية مستخدماً ذريعة زيادة نصيب الفرد من هذه المساعدات التي كان الديمقراطيون أيدوها بادئ الأمر لكنها لم تحظ بقبول الرئيس المنتهية ولايته ليعود بعد تصويت الكونغرس على مشروع القانون الخاص بحزمة التحفيز ويطالب بها في مشهد يعكس محاولات ترامب المستمرة لعرقلة أداء المؤسسات.

تخبطات ترامب ورفضه إقرار حزمة التحفيز الاقتصادي تهدد البلاد بوضع فوضوي لا يقتصر على خسارة ملايين العاطلين الأمريكيين إعانات البطالة بل يشمل إغلاق الوكالات الاتحادية ومؤسساتها بسبب نقص التمويل.

ومن المتوقع أن يبدأ الإغلاق الحكومي بحلول الثلاثاء المقبل لأن حزمة الإغاثة جزء من مشروع قانون أكبر للإنفاق رغم أن النواب قد يوافقون على تمديد مؤقت آخر للحفاظ على عمل الحكومة.

شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية ذكرت في تحليل للكاتب كيفين ليبتاك أن رفض ترامب توقيع مشروع قانون حزمة تحفير اقتصادي لمواجهة تداعيات فيروس كورونا من شأنه أن يزيد من معاناة ملايين الأمريكيين ممن يتقاضون مدفوعاتهم الأخيرة بسبب عدم معرفتهم ما إذا كانوا سيحصلون على هذه المساعدات لاحقاً أم لا في وقت حذر فيه الرئيس المنتخب بايدن من عواقب وخيمة في حال عدم موافقة ترامب على مشروع القانون.

اثنا عشر مليون أمريكي تم تسريحهم وإقالتهم من وظائفهم على خلفية جائحة كورونا التي تعصف بالولايات المتحدة كان من المفترض أن يستفيدوا من حزمة المساعدات البالغة قيمتها 900 مليار دولار نهاية الأسبوع المقبل وفق مؤسسة “سينتشري فاونديشن”.

وسيؤدي رفض ترامب توقيع مشروع القانون إلى إطالة أمد انتظار الكثير من الأمريكيين لبرنامجين رئيسيين معنيين بالبطالة جراء وباء كورونا وإلى زيادة الفوائد الأسبوعية بمقدار 300 دولار أمريكي على الجميع حتى منتصف آذار المقبل إضافة إلى تأثر قرار حظر أصحاب البيوت من إجبار المستأجرين على الإخلاء.

ووفقاً للكاتب ليبتاك فإن ترامب يضع في محور تركيزه مشكلاته الخاصة التي يتصورها أهم من المصاعب التي يعانيها الأميركيون حتى خلال عطلة عيد الميلاد معيداً إلى الأذهان عدم قدرة الأميركيين على الاحتفال بالأعياد بسبب الزيادة الحادة بعدد الإصابات والوفيات جراء وباء كورونا وعدم قدرتهم على تغطية تكاليف الاحتفالات بينما ترامب يلتزم الصمت.

سلوك ترامب هذا وضع حلفاءه الجمهوريين في الكونغرس في موقف لا يحسدون عليه ودفع بعضهم إلى توجيه انتقادات حادة للرئيس المنتهية ولايته حيث وصف زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل ترامب بـ “البخيل” لعدم موافقته على تقديم مساعدات للأميركيين على الرغم من اقتراحات مفاوضي ترامب في البداية صرف شيكات بقيمة 600 دولار أثناء المحادثات.

وأقر الكونغرس التشريع الذي يتضمن حزمة إنقاذ مالي بقيمة 900 مليار دولار وإعانات بطالة طارئة لقرابة 14 مليون أمريكي وتوصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى اتفاق بشأن هذه الحزمة التحفيزية بعد نحو تسعة أشهر من المحادثات التي سادها التوتر بين الجانبين.

وكانت حزمة الإغاثة البالغة 900 مليار دولار والتي وافق عليها الكونغرس بأغلبية ساحقة الاثنين الماضي بعد شهور من المفاوضات ستمدد تلك الإعانات إضافة إلى مزايا أخرى من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في الأيام المقبلة بيد أن ترامب أحبط في اليوم التالي كل الآمال التي أسفرت عنها جهود النواب واصفاً مشروع القانون بأنه “وصمة عار” في مقطع فيديو نشر على تويتر رافضاً التوقيع عليه.

انظر ايضاً

استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية بعد محاولة اغتيال ترامب

واشنطن-سانا قدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل استقالتها وسط تدقيق في الثغرات الأمنية …