باريس-سانا
أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف عن اعتقال سبعة أشخاص على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدف أمس صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة في العاصمة باريس.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وصف ما حصل بأنه “مجزرة وحشية” داعيا الفرنسيين إلى الوقوف صفا واحدا وأعلن تنكيس الإعلام في الاليزيه وفي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ.
كما أعلن النائب العام للجمهورية الفرنسية فرنسوا مولان مساء أمس أن الهجوم أوقع 12 قتيلا بينهم ثمانية صحافيين و11 جريحا بينهم أربعة بحالة الخطر.
وأفادت مصادر في الشرطة الفرنسية أن طريقة تحرك المهاجمين وهدؤهم وتصميمهم الظاهر إنما تكشف أنهم تلقوا تدريبا عسكريا عاليا وأنهم شنوا هجوما خطط له بدقة بحسب ما أفاد عضو سابق في جهاز لحماية الشخصيات وشرطي سابق في الشرطة القضائية.
وقال أحد الشرطيين “تبدو حرفيتهم ظاهرة من طريقة الامساك بأسلحتهم وتحركهم الهادئ غير المتسرع.. من المؤكد أنهم تلقوا تدريبا عسكريا.. هؤلاء ليسوا أشخاصا عاديين خطر ببالهم فجأة القيام بعمل من هذا النوع”.
يشار إلى أن الهجوم المسلح هو الأكثر دموية في فرنسا منذ 40 عاما.
إجراءات فرنسية متعددة غداة الاعتداء الإرهابي على أسبوعية شارلي إيبدو
ويحاول الفرنسيون الخروج من صدمة الارهاب الذي هز أمنهم أمس إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أسبوعية شارلي إبيدو حيث عاشت فرنسا اليوم لحظات حداد دقيقة صمت على القتلى الاثنى عشر الذين سقطوا جراء هذا الاعتداء.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان السلطات الفرنسية تضع في أولويتها تعقب وتوقيف الارهابيين الذين ارتكبوا هذا الاعتداء حيث تمت “تعبئة آلاف الشرطيين والدركيين والمحققين” لهذا الشأن فيما تم نشر العديد من الجنود واتخاذ الإجراءات الأمنية في شمال فرنسا بعد ورود معلومات عن ظهور المشتبه بتنفيذهما هذا العمل صباح اليوم في هذه المناطق وهما يستقلان سيارة نوع كليو رمادية اللون ويحملان سلاحا.
وكانت السلطات الفرنسية اعلنت في وقت سابق توقيف سبعة أشخاص رهن التحقيق من أوساط المشتبه بهما وأن مشتبها به ثالثا سلم نفسه للسلطات خلال الليل الفائت.
في غضون ذلك كشفت أوساط التحقيق أن أحد المشتبهين بهما ويدعى شريف كواشي “جهادي” معروف من أجهزة مكافحة الإرهاب في فرنسا وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في 2008 من بينها 18 شهرا مع وقف التنفيذ لمشاركته مع مجموعة ترسل إرهابيين لتجنيدهم في تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق في تأكيد واضح للحقائق التي يجمع عليها الكثيرون على امتداد الإرهاب الذي تم تصديره إلى المنطقة ودعمت الحكومة الفرنسية تمويله وتسليحه في سورية على الأمن الفرنسي ذاته.
كما أقر وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس أن “الشقيقين شريف وسعيد كواشي معروفان لدى أجهزة مكافحة الإرهاب وكانا ملاحقين من أجهزة الشرطة غير انه لا يوجد مستوى صفر من المخاطر”.
في غضون ذلك وفي أعقاب الاعتداء على الأسبوعية الفرنسية تعرضت عدة مساجد في ثلاث مدن فرنسية لهجمات انتقامية بقنابل يدوية صوتية وإطلاق رصاص إلا أن مصادر قضائية استبعدت إمكانية وجود رابط رسمي في هذه المرحلة بين “الهجمات على المساجد والاعتداء على الصحيفة”.
وفي سياق ردود الأفعال على الهجوم المسلح على شارلي ايبدو أجمعت كل الصحف الصادرة في فرنسا وأوروبا على إدانة الاعتداء الإرهابي الوحشي على صفحاتها الأولى اليوم.
كما أثار الاعتداء على الصحيفة استنكارا شديدا في العالم وأدى إلى تنظيم تظاهرات في ألمانيا وإسبانيا وبريطانيا خصوصا.
وفي باريس دعا ممثلو مسلمي فرنسا أئمة المساجد الفرنسية الى إدانة أعمال العنف والإرهاب بأشد الحزم اثناء خطبة الجمعة للرد على الاعتداء الدامي الذي استهدف الصحيفة الساخرة حيث اعربت معظم هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في بيان عن “صدمتها الشديدة وحزنها من اغتيال مواطنينا الصحفيين والشرطيين” معبرة عن تضامنها الوطني والمدني أمام “فداحة الفاجعة”.
وكان الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة شارلي ايبدو أدى إلى مقتل 12 شخصا من بينهم أبرز رساميها وهم شارب وكابو وتينيو وولينسكي.
يذكر أن عدة دول أوروبية وغربية بدأت تستشعر مخاطر دعم الإرهاب وتمدده حيث بدأت هذه الدول باتخاذ إجراءات لمعاقبة ومراقبة الإرهابيين الفرنسيين والاوروبيين العائدين إلى بلدانهم بعد مشاركتهم بأعمال إرهابية في سورية والعراق وكذلك التهديد بسحب جنسيتهم في محاولة لإبعاد تخريبهم وإجرامهم عن بلدهم.
ويؤكد خبراء أن الحملات الإعلامية المضللة التي أسهمت السلطات الفرنسية والغربية بنشرها ضد سورية ساعدت على انتشار الإرهاب وامتداده الى مناطق اخرى وخاصة في أوروبا القريبة منها.
مقتل شرطية بإطلاق نار قرب باريس وانفجار في مطعم شرقي فرنسا
من جهة أخرى قتلت شرطية وأصيب موظف بلدية فرنسيان بجروح خطيرة عندما أطلق رجل مسلح النار على عناصر من شرطة البلدية صباح اليوم قرب العاصمة الفرنسية باريس بينما وقع انفجار صباح اليوم أمام مطعم في المدينة لم يوقع أضرارا بشرية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الشرطة الفرنسية قوله إن “المسلح كان يرتدى سترة واقية من الرصاص ويحمل رشاشا” لافتا إلى اعتقال مشتبه به بعيد إطلاق النار في مونروج جنوب باريس.
ويأتي هذا الحادث بعد يوم من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الأسبوعية وأدى إلى مقتل 12 شخصا.
وفي شرقي فرنسا وقع انفجار متعمد صباح اليوم أمام مطعم في في فيلفرانش سور سون دون أن يؤدي إلى أضرار بشرية.
ووصف مصدر من مديرية الشرطة الفرنسية في تصريح للوكالة هذا العمل بأنه إجرامي.
من جانب آخر تحدثت مصادر فرنسية عن تعرض عدة مساجد بفرنسا في ثلاث مدن فرنسية لهجمات بقنابل يدوية صوتية وإطلاق رصاص.
وكان العديد من المراقبين والخبراء الدوليين حذروا فرنسا من مخاطر ارتداد الإرهاب الذي تدعمه وتموله على أمنها.