الشريط الإخباري

إدراج المياه في بورصة (وول ستريت) الأمريكية وخبراء يحذرون من الخطوة

واشنطن-سانا

الخطوة التي أعلنت عنها مؤخراً بورصة “وول ستريت” الواجهة الرئيسية للسوق الأمريكية لتداول عقود آجلة للمياه إلى جانب الذهب والنفط والسلع الأخرى المتداولة لم تحمل تهديدات في ظاهرها إلا أنها خطوة حذر منها خبراء من أنها قد تشعل حرب مياه عالمية.

وعقب قرار مجموعة “سي ام أي” العالمية ومقرها شيكاغو إطلاق أول تلك العقود التي ترتبط بالسوق الفوري في كاليفورنيا في السابع من الشهر الجاري بعد الإعلان عنها في أيلول الماضي زادت المخاوف من التعامل مع المياه وكأنها سلعة شأنها شأن النفط والذهب للتداول في الأسواق المالية.

ووفقاً لموقع “بيزنس انسايدر” الأمريكي فإن تلك العقود ستسمح للمستثمرين والمزارعين بالمراهنة على سعر المياه في المستقبل وسترتبط بمؤشر “ناسداك فيليس كاليفورنيا” للمياه الذي أطلق منذ عامين.

وتأتي هذه الخطوة إثر تحذيرات متكررة أصدرتها الأمم المتحدة في وقت سابق من كون الحروب المستقبلية التي قد يشهدها العالم ستكون بسبب ندرة المياه في ظل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف في أكثر من منطقة حول العالم.

ورغم أن المسؤولين عن هذه الخطوة قالوا إنها تهدف الى تنظيم عمليات زراعة المحاصيل وتحمي المزارعين من الارتفاع المفاجئ للأسعار إلا أنها أثارت حفيظة خبراء تابعين للأمم المتحدة وعلى رأسهم بيدرو أروجوغودو المقرر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب في المنظمة الأممية قائلاً “إن ذلك قد يؤدي إلى المضاربات من قبل الممولين الذين قد يتاجرون بالمياه وكأنها سلعة أخرى شأنها شأن النفط والذهب”.

وأضاف المقرر الخاص وفق موقع الأمم المتحدة “في هذا السياق الخطر يتمثل أن المرافق الزراعية والصناعية الكبرى هي التي ستكون قادرة على الشراء ما سيؤدي إلى تهميش قطاع الاقتصاد الضعيف مثل صغار المزارعين وتهميشه”.

ووفقاً للخبير فإن مناقشات عالمية جارية بشأن القيم البيئية والاجتماعية والثقافية للمياه تظهر الأنباء التي تشير إلى أنه سيتم تداولها في سوق العقود الآجلة في “وول ستريت” أن قيمة المياه كحق أساسي من حقوق الإنسان مهددة الآن.

وتم الإعلان عن العقود في أيلول الماضي وهي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة بعد أن اجتاحت الحرارة وحرائق الغابات الساحل الغربي للولايات المتحدة ومع خروج كاليفورنيا من جفاف دام ثماني سنوات.

تيم ماكورت الرئيس العالمي لمؤشر الأسهم والاستثمار البديل في مجموعة “سي ام أي” حذر من أن نحو ثلثي سكان العالم سيواجهون نقصاً في المياه بحلول عام 2025 وأن ندرة المياه ستشكل خطراً متزايداً على الشركات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

بدوره رجح دين دراي المدير الاداري لشركة “آر بي سي كابيتال ماركيتس” أن يؤدي تغير المناخ والجفاف والنمو السكاني والتلوث إلى جعل قضايا ندرة الماء موضوعاً ساخناً خلال السنوات المقبلة فيما اعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة هانز فان جينكل أن الحروب على المياه تهدد بأن تصبح مكوناً رئيساً لمشهد القرن الحادي والعشرين.

رانيا شما

انظر ايضاً

البتكوين والإيثر يهبطان إلى أدنى مستوياتهما في عدة أشهر

واشنطن-سانا هبط كل من عملتي “البتكوين” و “الإيثر” اليوم إلى أدنى مستوياتها خلال عدة أشهر …