الشريط الإخباري

سلمان: ليصمت العنصريون.. فأفضال السوريين لا تنسى

بيروت سانا

انتقد الكاتب والصحفي اللبناني “طلال سلمان” التصريحات الاستفزازية والعنصرية التي يطلقها بعض المسؤولين اللبنانيين حيال المهجرين السوريين مؤكدا أن سورية استقبلت أعدادا هائلة من النازحين اللبنانيين خلال الحروب التي شهدها لبنان في الماضي.

وبين سلمان في افتتاحية صحيفة السفير تحت عنوان ” ليصمت العنصريون.. فأفضال السوريين لا تنسى” إننا نعرف أن أثقال المأساة السورية أعظم من أن ينهض بها لبنان.. ولكنه قادر بالتأكيد على تحمل بعض جوانبها وبالدرجة الأولى من اضطرتهم ظروف الحرب المفتوحة على سورية إلى ترك ديارهم ومنازلهم فيها ومصادر رزقهم فضلا عن أسباب أمانهم وعائلاتهم ولا سيما أطفالهم وخرجوا هائمين على وجوههم إلى أقرب ملجأ يعرفون ولهم صلة ما ببعض أهله.

وأضاف نعرف ايضا ان الجهات الدولية والمرجعيات العربية المثقلة بثرواتها بخلت على لبنان فلم تمد أيديها بالمساعدة المؤثرة حتى هذه اللحظة مفترضة أنها بذلك تعاقب القيادة السورية مع وعيها بأنها بهذا الموقف غير الإنساني فضلاً عن كونه ينافي مبادئ الأخوة إنما تعاقب لبنان واللبنانيين قبل المهجرين السوريين وقيادتهم.

وتابع سلمان أن الأشد إيلاماً من ذلك هو تلك التصريحات النارية في عنصريتها والاستفزازية في تنكرها لأبسط المبادئ الإنسانية فضلا عن الأخلاق والتي يطلقها مسؤولون لبنانيون بينهم وزراء تجاه المهجرين السوريين مشيرا إلى أن اي لبناني لم يسمع في فترة الحروب على لبنان كلمة واحدة تنم عن عنصرية المواطن السوري تجاهه بل انه عامل المواطن اللبناني كأخ جاءه يطلب استضافته أو إغاثته في أيام الضيق.

وقال سلمان” ليست العنصرية طارئة على اللبنانيين أو أنها قد نبتت فجأة في أرض وطن الأرز الذي يتباهى المسؤولون فيه وكذلك رعاياهم بأنه بلد مضياف ومفتوح أمام قاصديه جميعا من الباحثين عن إجازة ممتعة أو عن صفقة مجزية أو عن كفاءات استثنائية يحتاجونها في بلادهم شرط أن تكون غنية بالنفط أو بالغاز لتأمين مصالحهم ومصادر أرباحهم”.

وتابع “ان العنصرية ركيزة أساسية من ركائز السيادة والقرار الحر في لبنان” لكنها لا توجه ضد”الخواجات” ومنهم الأمريكي والبريطاني والفرنسي فهؤلاء يحظون بالاهتمام وربما بالتكريم وتقدم لهم التسهيلات كافة أما “العربي” فبحسب أرصدته في المصارف أو بحسب موقعه في مجتمعه موضحا أن “العرب” درجات فأهل النفط في الطليعة وأهل الغاز خلفهم مباشرة أما ناهبو ثروات بلادهم فعلى الرحب والسعة ولا سيما إذا كانوا قد صاروا خارج دائرة المسؤولية والمحاسبة.

ودعا سلمان الحكومة اللبنانية إلى ضبط الحدود أمنيا واعتماد النأي بالنفس سياسيا ولكن دون ان تحمل اللبنانيين شبهة العنصرية والنزعة الفوقية في الحديث عن المهجرين السوريين.
وختم سلمان مقاله بالقول” ليصمت العنصريون الذين يسيئون إلى كرامة اللبنانيين قبل أن يسيئوا إلى كرامة السوريين الذين يظلون أخوة وشركاء مصير حتى وهم يرزحون تحت أثقال محنتهم الدموية القاسية”.