الأولوية لحماة الديار- بقلم أحمد ضوا

تتفق الأغلبية من الشعب السوري على أن حماة الديار لهم الأولوية في كل شيء يدعم صمودهم، ويعزز انتصاراتهم على التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها على مساحة الأرض السورية.

الحديث عن الدعم للجيش العربي السوري والقوات المسلحة تتقدمه الضرورة بزيادة رواتب هذه الشريحة التي تعد رواتب أفرادها المصدر المادي الوحيد لها خلافا للشرائح الأخرى، وذلك لأن أبناء المؤسسة العسكرية هم الشريحة الوحيدة التي لا يمكنهم البحث عن عمل آخر، أو مصدر يدر عليهم المال لتعويض الزيادة الكبيرة لتكاليف معيشة الأسرة السورية جراء الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي على الشعب السوري.

فبحكم عمل أفراد المؤسسة العسكرية السورية على كامل التراب السوري، ومرابطتهم على الثغور الأولى في مواجهة العدو الصهيوني وأدواته الإرهابية على الأرض السورية، يكون من المستحيل لهم تأمين مصدر دخل آخر وإن كان ذلك متوافرا لشريحة صغيرة منهم فإن الأغلبية تفتقد ذلك.

وكذلك الأمر، إن أفراد المؤسسة العسكرية الذين ينحدر معظمهم من الشريحة الوسطى والفقيرة في المجتمع أصيبوا بالضرر جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتعمد التنظيمات الإرهابية استهداف المؤسسات الاقتصادية، إضافة إلى تراجع فرص العمل جراء هذا التخريب الذي طال العديد من المؤسسات الحكومية التي كانت تستوعب سنوياً المزيد من العاملين في سوق العمل.

وأيضا لا يغيب عن أحد أن معظم أفراد الجيش العربي السوري هم من شريحة الشباب، ومعظم أبنائهم في مراحل العملية التعليمية، إذ إنهم بحاجة إلى من يقدم لهم، وقليلا ما يكون أبناء هذه الشريحة قادرين على إعانة أسرهم من مصدر مادي آخر.

لهذه الأسباب وغيرها بات من الملحّ على الدولة والمجتمع بشرائحه الأخرى رد الجميل لأفراد الجيش العربي السوري والقوات المسلحة الذين لم يبخلوا بتقديم التضحيات الكبيرة في سبيل عزة الوطن وكرامة الشعب السوري.

صحيح أن الدولة السورية وحكومتها هي المعنية والعارفة بأوضاع كل مؤسساتها ومنها العسكرية، وعملت خلال الأزمة من أجل جميع شرائح المجتمع السوري وما زالت، ولكن، اليوم سيكون الشعب السوري معتزا بحكومته إذا كانت أولويتها في الدعم متوجهة إلى شريحة المؤسسة العسكرية وأسرها.

طبعا لدى الحكومة إجراءات كثيرة في هذا السياق، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، «أسر الشهداء» الذين لا تقصر الحكومة والدولة السورية تجاهها على جميع المستويات، ولكن صمود الجيش وعزيمته القوية على إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل التراب السوري، تستدعي من الدولة أولا ومؤسسات المجتمع ثانيا العمل معا لمدّ هذا الجيش بكل أشكال الدعم، وعلى رأسها تحسين مصدر دخله الوحيد وهو راتبه الشهري.

مع بداية كل عام تزداد جرعة الأمل، وهذا يستدعي منا جميعا رد الجميل لصناع الأمل والانتصارات. وتقديم الدعم لأفراد الجيش العربي السوري يعني بالضرورة كل فرد سوري ويدخل البهجة والفرح والسرور لجميع السوريين.‏

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …