دمشق-سانا
اختار الفنان سومر نجار أن يشق طريقه الموسيقي من بوابة الدراسة الأكاديمية والطرب العربي الأصيل بما فيه من تنوع وغنى فكانت خشبة دار الأوبرا هي المكان الذي يرتاح إليه إلى جانب المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي لتعلم الفن وتدريسه.
ويجد نجار خلال حديث مع سانا الثقافية أن تركز مجمل نشاطاته في دار الأوبرا وفي المواقع الثقافية جاء لإيمانه بأن الفن رسالة فنية وثقافية وحضارية ويجب أن تقدم من منبر يحترم هذه الرسالة.
ولكي تصل رسالة الفنان إلى أوسع نطاق لتحقيق التأثير الجماهيري المطلوب نحتاج وفق سومر إلى مشروع موسيقي على المستوى الوطني في ظل الكم الغزير الذي تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي وأقنية اليوتيوب من المتميز والجيد والرديء.
ولا يعتبر ابن حلب الشهباء في هذا الصدد أن عدد المشاهدات الضخم الذي تحققه أغنية بعينها معيارا كافيا للحكم عليها بل إن تقييم العمل يكون عبر المعايير الفنية والموسيقية لتحديد قيمة الأغنية على المستويين الفني والفكري.
ويشير نجار إلى أن هناك مسؤولية تقع على الفنان والجهات الرسمية المعنية بالفن والموسيقا من مؤسسات إعلامية وثقافية فالإعلام معني بتكثيف بث الأغاني الجادة والملتزمة وعرض حفلاتها التي تقام في دار الأوبرا لتكريس الاهتمام بحالة المغني والموسيقي السوري ووضع المشاهد بصورة هذه النشاطات في ظل ما تبثه المحطات الغنائية الخاصة والتابعة لشركات الإنتاج بشكل دائم ومستمر على الجمهور.
ويرى أن تفعيل قانوني حماية الملكية والحقوق المحفوظة ضرورة لتطوير واقع الأغنية والموسيقا في سورية عموما حتى لا تتم سرقة نتاجنا الفني وقرصنته إضافة إلى تشجيع الاستثمار في الموسيقا وتأسيس شركات فنية متخصصة داعيا لإحداث محطة تلفزيونية تسمى سورية موسيقا بالتعاون مع نقابة الفنانين والجهات المعنية بالموسيقا ويكون لها مواقع على الانترنيت واليوتيوب لتسلط الضوء على صناع الأغنية في سورية بمختلف اختصاصاتهم.
وحول تجربته في تدريس الغناء يتحدث نجار الذي يرأس قسم الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي عن اقبال الطلاب والاهالي على التعلم مشيرا إلى أن المعهد يضم كوادر فكرية وفنية عالية.
ويتم التركيز في قسم الغناء بالمعهد على بناء الأصوات وتكوين ثقافة موسيقية عند الطلاب فيتعلمون كل ما يتعلق بالمقطوعة الموسيقية من مؤلفها وتاريخها ومقامها وإيقاعاتها والحكاية المرتبطة بظهورها ما يساهم بتنمية ذائقة الطلاب الموسيقية.
غير أن النهوض بواقع الموسيقا يتطلب أيضا برأي نجار تطوير العملية التعليمية للموسيقا في المدارس من المناهج والكوادر التدريسية وأن تصبح مادة التربية الموسيقية أساسية إلى جانب المواد الأخرى ولا تبقى بنظر الطلاب حصة فراغ.
وحول جديده الفني يلفت نجار إلى أغنيته الأخيرة (شهبا يا نور عيوني) كلمات الشاعر صفوح شغالة وألحان الموسيقار جورج ماردورسيان وتوزيع أنس نقشي كما قدم توليفة لقصيدتي ألا تشعرين لسميح القاسم وحنيني إليك اغتراب لمحمود درويش وضع لحنها شقيقه الراحل أحمد نجار قدمها كحالة خاصة مع العود فقط تحية لروح أخيه.
وتوقف نجار أيضا عند الحفل الذي قدمه هذا الشهر على مسرح الأوبرا بعنوان مختارات عربية والذي كان حريصا خلاله على تقديم أعمال لعمالقة الطرب كأغنية يا واحشني رد علي من غناء المطرب محرم فؤاد وألحان الموسيقار فريد الأطرش احتفاء بمبدع سوري عظيم لحن لكبار القامات الغنائية يستدعي أن نتذكره باستمرار ونذكر الأجيال الجديدة بفنه الكبير.
نجار الذي شارك بمسلسل الثريا قبل 23 عاما عاد هذه السنة إلى الدراما مجددا من خلال مشاركته بمسلسل باب الحارة الجزء 11 بشخصية مطرب اسمه فؤاد يغني في مقهى الحارة أغان تراثية وشعبية بغرض إعادتها إلى الذاكرة مثل (سكابا ويا هويدلك وأول عشرة محبوبي وعالهيلا الهيلا ويا برهو).
ويؤكد سومر نجار في ختام حديثه أن الموسيقا والفن لم يتوقفا خلال الحرب الإرهابية على سورية وهما حالة بناء فكري وثقافي وعندما يقوم الموسيقي بتعويد الجيل الناشئ على الفن الراقي فهو يقوم بواجبه على أكمل وجه.
بلال أحمد