حضارة الأجداد تأخذ بعداً حدثوياً في أعمال الفنانة التشكيلية لينا ديب

حمص-سانا

تأثرت الفنانة التشكيلية لينا ديب بحضارة أجدادنا القدماء التي كانت منهلاً لملكتها الفنية صاغتها بقالب حداثي ربط الماضي بالحاضر فجاءت أعمالها على شكل أيقونات تراثية مشبعة بالأصالة.

وتحفل أعمال لينا بحوار يتماهى بين القديم والجديد والشرق والغرب مستخدمة اللون الترابي أحياناً الذي يذكرنا بالتراث والمعابد والآثار والقلاع والفينيق واللون الأزرق الذي يبشر بالأمل في أحيان أخرى.

عن تجربتها الفنية أوضحت لينا في حديث مع سانا الثقافية على هامش معرضها في صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية بحمص أنها اعتمدت في بداية أعمالها على فن الغرافيك (الحفر والطباعة) ولعدم وجود محترف متخصص بهذا الفن الذي يحتاج إلى معدات متنوعة اتجهت إلى صناعة أختام يدوية في مرسمها الخاص.

وكانت الخطوة التالية في تجربة لينا دخول مجال التصوير الزيتي والجمع بينه وبين الأختام فظهر في أعمالها الزيتية الحس الغرافيكي ما أعطاها جمالية مضافة.

لينا التي جسدت عشتار آلهة الحب والجمال في كثير من لوحاتها تبين أن دراستها للماجستير في كلية الفنون الجميلة وقراءتها لكتب التاريخ وإقامتها قرب أوابد أوغاريت في اللاذقية جعلها تدرك أهمية تكريس حضارة الفنان في إبداعاته لتكون بمثابة رسالة موجهة للآخرين بغرض التعريف بإرث الأجداد.

وتأثرت لينا أيضاً بالطبيعة في بلادنا والتي وجدت فيها مادة لأعمالها فاستخدمت لحاء أخشاب الأشجار والحفر على المعدن واللينينوم في معظم أعمالها ما أضفى عليها مزيداً من التميز.

وتكرس لينا في أعمالها أيضاً المرأة كرمز للعطاء وأساس بناء الإنسان والمجتمع ومنح السعادة رغم معاناتها مع الحياة ما يجعل منها مصدراً للإلهام الفني بمختلف تجلياته من أم الشهيد إلى الأنثى المتأملة لما حولها والمتجددة بالأمل الحياة.

يشار إلى أن الفنانة لينا ديب حاصلة على درجة الماجستير من كلية الفنون الجميلة وحازت على الجائزة الاولى في فن الغرافيك عام 2005 وعلى جوائز تقديرية لمشاركاتها الفنية التشكيلية داخل وخارج سورية وتصميمها أغلفة كتب صدرت عن وزارة الثقافة ودور النشر وشاركت في بينالي فينسيا الدولي بإيطاليا عام 2017 بينالي تونس للفن العربي عام 2019 وأيام قرطاج للفن المعاصر وغيرها من المعارض والملتقيات الفنية.

حنان سويد