اصنع نفسك.. مشروع تنموي لفريق “إعمار سورية”

دمشق-سانا

أكثر من ستين مبادرة نوعية أطلقها الشباب الجامعي ضمن فعاليات ملتقى الطلاب الجامعيين الأول ليتحول الملتقى الذي اختتم فعالياته قبل يومين في جامعة دمشق إلى ما يشبه ماراثون أفكار تضمن العشرات من المشاريع التنموية حول إعادة إعمار سورية والأهم في هذا العصف الذهني الخلاق أن كل المشروعات المقترحة وضعت من قبل فرق طلابية تؤمن بفاعلية العمل الجماعي وضرورة التشاركية الفكرية كأسس صلبة للنهوض بإعمار مستدام.

إحدى هذه الفرق الشبابية فريق إعمار سورية الذي تمكن أعضاؤه الـ 11 من وضع مخطط عمل لمشروع تنموي غير ربحي يحمل عنوان لتصنع سورية.. اصنع نفسك أولا وهو ينتظر التطبيق على الأرض.

ويرمي المشروع حسب محمد مقداد أحد أعضاء الفريق طالب في كلية الاقتصاد إلى بناء الشباب أولا ودمجهم ضمن مؤسسات وهيئات أهلية خاصة بهم تستثمر ما لديهم من طاقات هائلة وتوظفها بالطريقة الامثل.

أما الأسباب التي دفعت الى وضع تصور من هذا النوع فهي كما قال مقداد كثيرة ووجيهة وخاصة بعد قيام الفريق برصد دقيق للواقع واستبيان احتياجات الشباب السوري موضحا أن “هذه الشريحة تعادل 67 بالمئة من المجتمع السوري وبالتالي فإنها تنطوي على ما يمكن تسميته مخزون طاقة استراتيجيا قياسا بمعايير العصر الحالي التي تضع الموارد البشرية في قائمة الأولويات”.

وأشار مقداد إلى أن “المؤسسات والمنظمات والهيئات الأهلية قد لا ترقى من حيث الكم على ادنى تقدير إلى مستوى تطلعات الشباب وهواجسهم وتوقعاتهم ومن هنا تأتي أهمية ربط الشباب بقضية تأسيس هذه المنظمات لكونها غالبا ما تقوم بسواعدهم وتهتم لقضاياهم فضلا عن أن خدمتها للمجتمع هي خدمة للشباب بالدرجة الأولى”.

أما فيما يتصل بمضمون المبادرة فقد أوضح مقداد انها تنطوي بداية على دعوات للمجتمع الاهلي للنهوض ببيئة راعية للشباب تفرز سريعا هيئات ومؤسسات ذات طابع تطوعي تهتم بالقضايا الملحة كمكافحة البطالة وإعداد الكفاءات وتنمية المهارات المطلوبة في سوق العمل والتشجيع على البحث والاختراع والتجربة.

كذلك تركز المبادرة حسب مقداد “على وجوب رعاية شؤون المتقاعدين وأصحاب إصابات العمل والاهتمام برفع المستوى العلمي للشباب من الجنسين بالاضافة إلى تسليط الضوء على عدد آخر من قضايا المجتمع الشرقي ولاسيما تلك المتعلقة بالمرأة تحديدا كالعنوسة والطلاق و التحرش الجنسي والامية والعنف وغيرها”.

من ناحيتها أشارت دعاء الخطيب وهي عضو مؤسس في المبادرة وطالبة في كلية الهندسة المدنية إلى أن المشروع الذي خطط له الفريق يركز في أحد جوانبه على ذوي الاحتياجات الخاصة كشريحة فاعلة في المجتمع إذا ما اتيحت لها العناية اللازمة من قبل مراكز متخصصة بعلاج أصحاب الاعاقات و تقديم الدعم النفسي لهم.

ورأت “أن ترك من يعاني إعاقة بدنية أو نفسية وحيدا في معركته مع المرض يحرم المجتمع من فرصة الاستفادة من عطائه وقدراته في الوقت الذي يمكن لكثيرين من أصحاب الإعاقة أن يقدموا أجود الانتاجات وأكثرها إبداعا” مؤكدة “ضرورة تأسيس منظمات رائدة تسخر امكاناتها بالكامل لهذه الشريحة لأن المؤسسة الرسمية غير قادرة بطبيعة الحال على القيام وحدها بهذا الواجب الانساني الملح”.

كذلك تطال المبادرة كما ذكر بشر الخطيب عضو اخر في الفريق ضرورة انشاء هيئات اهلية تعمل في مجال التوعية الصحية حيث تنحسر هذه الثقافة لدى شرائح معينة في المجتمع ولذلك لا بد من جهات تعمل على تثقيف المجتمع بالعديد من القضايا ذات الصلة كسبل تجنب الأوبئة والوقاية من الأمراض الفتاكة وتمييز أعراضها المبكرة بالإضافة إلى وضع برامج عملية تعزز من النهوض بمجتمع صحي وتتضمن على سبيل المثال جلسات جماعية للتوقف عن التدخين وتجنب العادات المؤذية ودعم أصحاب الإعاقات والأمراض المستعصية والمزمنة.

وأضاف.. لا يقتصر الامر على هذه الفعاليات فكثيرة هي المنظمات التي يتوجب على الشباب السوري الانخراط فيها ضمن اطار مؤسساتي فاعل ومنها منظمات تهتم بشؤون الطفل والمرأة ومنظمات رياضية وثقافية وتعليمية واقتصادية وغيرها.

وتتسع محاور المبادرة كما أوضح أعضاء الفريق لتطال التأكيد على أهمية العمل التطوعي حيث بين الشباب المؤسس للمبادرة أن الجهد التطوعي الذي يبذل في هذا المضمار لا يعود بالنفع على الآخرين فقط لكن الواقع و الدراسات العلمية تفيد بغير ذلك حيث بات من المثبت أن العمل التطوعي يعود بالنفع على القائمين عليه أكثر منه على الشرائح المستهدفة إذ أنه يوجه القدرات الكبيرة للشباب المتطوع ويفرغ امكاناته الذهنية والبدنية في المكان الصحيح وبهذا يتحقق لهؤلاء الشباب توازن نفسي وبدني كامل.

ولفت الشباب المبادر إلى أن النتائج الايجابية للمساعي التطوعية ضمن هذه المنظمات والهيئات تتجاوز المتطوعين لتطال أسرهم ومجتمعهم تراتبيا مع التأكيد على ان الابحاث الحديثة التي أجريت حول عينات عشوائية من المتطوعين من طلاب وطالبات الطب والعلوم الصحية في عدد من الجامعات العالمية برهنت على أن 76 بالمئة من المشاركين في الاعمال التطوعية والأنشطة غير الصفية قد ارتفعت معدلاتهم الدراسية كما عززت نتائج هذه الدراسة عدة دراسات موازية أقيمت في دول عدة وأفضت إلى نتائج مقاربة.

رنا رفعت