S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
إنه موسم الأعياد الذي تعمه الأفراح والهدايا والأمنيات الطيبة للكبار والصغار ولعل للأطفال الحصة الأكبر من مفاجئات وطقوس عيدي الميلاد ورأس السنة ولاسيما الحفلات والمناسبات المخصصة لهم التي تزرع البهجة في نفوسهم وتبشرهم بعام جديد ينتظر منه السوريون كل الأماني بعودة السلام والأمان لوطنهم .
ومع بداية الأسبوع الحالي بدأت الفرق التطوعية والجمعيات الأهلية والفرق المسرحية على اختلاف أنواعها بوضع برامج مخصصة للأطفال ولاسيما أبناء الشهداء منهم كتعبير عن الامتنان لتضحية آبائهم والتي تشمل أغلبها عروضا مسرحية وترفيهية وألعابا تفاعلية إضافة لتوزيع الحلوى والهدايا والألعاب.
ويعتبر المحامي عروة درويش مؤسس جمعية نحن سورية أن الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية دفعت الجمعية لتضع بصمتها ويكون لها دورها في المجتمع الأهلي من خلال تعزيز روابط المحبة في الجيل القادم ونشر قيم التآخي والتراحم بين السوريين وقال “بذلك نكون قد بدأنا السير الصحيح في نشر بذور هذه القيم لدى الأطفال لنعلمهم الحب والسلام وقدسية الوطن حفاظا على الأجيال القادمة من الأفكار التكفيرية الإرهابية”.
وأوضح أنه مع بداية الأسبوع الحالي أقامت الجمعية فعاليتها السنوية المخصصة لأطفال الشهداء تحت عنوان “في الميلاد المجيد ..لن ننسى تضحية الشهيد” حيث تأتي هذه الفعالية ضمن برنامج خدمة المجتمع وهو أحد البرامج الدائمة لدى المجموعة التي تعنى بأربع برامج رئيسية دعم الجرحى و دعم ذوي الشهداء ودعم الجيش العربي السوري حيث ترى الجمعية أن رعاية أبناء الشهداء واجب مقدس على المواطن السوري على اعتبار أن هؤلاء الأطفال هم الأحق بالشعور بفرحة العيد .
وحضر الاحتفالية سبعون طفلا وطفلة من أطفال الشهداء شاركوا بعدد من الألعاب التفاعلية والرسم على الوجوه في أجواء تعمها الموسيقا والمرح استمرت لأكثر من ثلاث ساعات قام في ختامها بابا نويل بتوزيع الألعاب والملابس الصوفية والحلوى على الأطفال الذين ملأت ضحكاتهم وصخبهم أرجاء المكان .
بدورها أقامت جمعية مكتبة الأطفال العمومية احتفالا مخصصا لأبناء الشهداء من عمر ثلاث سنوات حتى 12 عاما تضمن نشاطا فنيا وقراءة قصة وزيارة لبابا نويل مع توزيع الهدايا .
وأشارت المهندسة عبير عمران منسقة الأنشطة في المكتبة إلى “أن أجواء المرح عمت المكان الذي تزينه شجرة الميلاد فكان بالفعل حدثا متميزا أثبت نجاحه الابتسامات التي علت وجوه الأطفال أثناء وبعد انتهاء النشاط”.
وقالت “نعمل على التواصل بشكل دائم مع أسر الشهداء لدعوة أطفالهم لحضور أنشطة المكتبة التي تخصص بشكل دائم مقاعد مجانية لهم في جميع أنشطتها” .
وبينت عمران أن يوم الجمعة القادم ستقام حفلة أخرى تتضمن فقرة لمسرح الدمى ورسما على الوجوه مع حضور بابا نويل لتوزيع الهدايا مؤكدة أن الهدايا من أساسيات الاحتفال لأنها تعني الكثير للطفل وتترك لديه انطباعا إيجابيا.
من جهته اعتبر المخرج نضال عديرة في فرقة اليسار المسرحية أن فترة الأعياد فرصة مناسبة لإقامة العديد من الحفلات والمهرجانات التي تحرص الفرقة على حضورها ونشر الفرح من خلالها إلى جانب الفرق العاملة في هذا المجال مشيرا إلى الأثر الذي تتركه الفرقة عند الأطفال من خلال حرصها على تقديم عروض لأبرز الشخصيات الكرتونية التي يحبها الأطفال.
وأوضح عديرة أن الحفلات تستمر بشكل يومي على مدار الأسبوعين الأخيرين من كل عام حيث تنسق الروضات والمسارح والمطاعم المختلفة مع أعضاء الفرقة من هواتها ومحترفيها لتقديم عروض متميزة للأطفال تسهم في نشر الفرح ورسم البسمة على وجوههم لافتا إلى أن الفرقة تعاونت هذا العام مع أكثر من جهة لإقامة حفلات وعروض متخصصة لأبناء الشهداء ودار الأيتام لأنهم يستحقون أن يعيشوا فرحة العيد لتعويض الفقد الذي عانوا منه .
ويشير عديرة إلى أن جميع الحفلات تضم في برامجها التي تتنوع ما بين الغناء والألعاب والعروض المسرحية القصيرة فقرة مخصصة لتوزيع الهدايا يحضرها الأهل لأطفالهم أو تشرف الجهة الراعية على تولي هذه المهمة ليكون دور الفرقة تسليمها للطفل بطريقة مميزة تزرع في ذاكرته حدثا جميلا يرسخ معنى العيد الحقيقي في مخيلته إلى أن يكبر .
ياسمين كروم
