ترامب يزيد حدة هجماته على وسائل الإعلام والصحفيين

دمشق-سانا

هجمات متكررة يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المعارضين لسياساته وكان لوسائل الإعلام النصيب الأكبر منها إذ أن أسلوبه العدائي مع الصحفيين تحول منذ وصوله إلى البيت الأبيض إلى نمط معتاد وصفته لجنة حماية الصحفيين الدولية بأنه “خطير ويقوض الحقيقة”.

اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أكدت في تقرير جديد لها نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أن أسلوب ترامب وهجماته التي تزداد حدة ضد الصحفيين ووسائل الإعلام ولا سيما في خضم أزمة خطيرة يواجهها الأمريكيون والعالم مثل فيروس كورونا يقوض الحقيقة ويزرع الخلافات في الولايات المتحدة المنقسمة أصلا.

اللجنة أوردت في تقريرها قائمة طويلة بالممارسات العدائية التي صدرت عن ترامب تجاه وسائل الإعلام والصحفيين بما فيها مهاجمته تقارير صحفية موثوقة ووصفه لها بأنها “أخبار مزيفة” ومحاولاته منع دخول الصحفيين إلى البيت الأبيض إضافة إلى تقييده أو منعه نشر معلومات على المواقع الحكومية الأمريكية.

وحذرت اللجنة في تقريرها من أسلوب ترامب الهجومي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أزمة تفشي فيروس كورونا مشيرا إلى ما تحمله هذه الهجمات المتكررة على حرية الصحافة من آثار انعكاسات سلبية على آراء الأمريكيين ما يزيد حدة انقساماتهم على خطوط الأحزاب وهذا ما اتضح فعلا في طريقة تعامل بعض السياسيين من الحزب الجمهوري ووسائل إعلام موالية لترامب مع فيروس كورونا واتباعهم الأعمى لوجهات نظر الأخير بالتقليل من خطورة الفيروس ما أدى إلى تفشيه على نحو كبير في الولايات المتحدة.

ومن الممارسات الأخرى التي يتضح فيها قيام إدارة ترامب بتضييق الخناق على الصحفيين وعددها التقرير قيام هيئة الجمارك والحدود باستجواب الصحفيين وتفتيش معداتهم الالكترونية عند المعابر الحدودية فضلا عن دعوات ترامب لمقاطعة منظمات إعلامية وإجراء تعديلات قانونية لمعاقبة وسائل الإعلام التي لا تعجبه إضافة إلى أكاذيبه المتكررة التي يهدف من خلالها إلى تشويه مصداقية التقارير الصحفية الموثوقة.

التقرير أشار أيضا الى تهديد ترامب باتخاذ إجراءات قانونية ضد صحف أمريكية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وشبكة سي ان ان الإخبارية لنشرها آراء معارضة لسياساته.

واعتمدت لجنة حماية الصحفيين الدولية في تقريرها هذا على شهادات وآراء أكثر من 40 صحفيا وناشطا حقوقيا وأكاديميا إضافة إلى محامين مختصين بشؤون الإعلام ومسؤولين سابقين وحاليين في الإدارة الأمريكية.

ومن بين المشاركين في إعداد التقرير البروفسور في جامعة ولاية اريزونا والمحرر التنفيذي السابق في صحيفة واشنطن بوست ليونارد داوني جونيور الذي أكد أن الأمريكيين يرون الهجمات التي يشنها ترامب على الإعلام والصحافة لكنهم لا يدركون مدى تأثيرها مضيفا إن “عادة ترامب في تكرار الأكاذيب نفسها مرة تلو الأخرى بالإضافة إلى محاولات المشرعين تقييد حقوق الانتخاب تثير شكوكا حول ما إذا كانت الانتخابات الأمريكية المقبلة في تشرين الثاني القادم ستجري بشكل عادل وسط أزمة كورونا”.

محاولات ترامب المفضوحة في تشتيت الانتباه عن أخطاء إدارته وتوجيهه أصابع اللوم والاتهام إلى خصومه سواء سياسيين أو إعلاميين تكررت على مدى ولايته الأولى وكان آخر ضحاياها منظمة الصحة العالمية التي حاول بقراره تجميد التمويل الأمريكي عنها حرف الأنظار عن فشله في التصدي لفيروس كورونا.

وبعد أن أصبحت عبارة “أخبار مزيفة” الصفة المفضلة التي يطلقها ترامب على كل الأخبار والتقارير والمصادر التي تخالفه الرأي أو تعارض سياساته والتي استخدمها ذات مرة لوصف فيروس كورونا فانه من المستبعد للغاية أن تتوقف هجماته على وسائل الإعلام والصحفيين في أمريكا.

باسمة كنون

انظر ايضاً

استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية بعد محاولة اغتيال ترامب

واشنطن-سانا قدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل استقالتها وسط تدقيق في الثغرات الأمنية …