حمص-سانا
بعد مرور ستة أشهر على إطلاق العمل فيها عجزت مشفى الباسل الإسعافي في حي الزهراء بحمص عن توفير الخدمات اللازمة لأهالي الحي والمنطقة المحيطة به ولا سيما في حالات الطوارئ ما يضطرهم في معظم الأحيان لدخول مشافي خاصة وتحمل تكاليفها المضاعفة في وقت تحمل الجهات المعنية مسؤولية ذلك لظروف الأزمة والإجراءات الروتينية وتعد بخدمات أفضل في الأيام القادمة.
وينتظر أهالي حي الزهراء أن توفر المشفى خدمات إسعافية أفضل عبر تأمين سيارة إسعاف ومنافس وأن تتسع لتشمل أقساما خاصة بالحروق وأمراض الدم وتفتيت الحصيات والمعالجة الفيزيائية وغيرها ولا سيما مع خروج المشفى الوطني واغلبية المشافي العامة والمراكز الصحية في المحافظة عن الخدمة نتيجة استهدافها من قبل الإرهابيين.
وتحول مشفى الباسل من مستوصف بإمكانيات طبية متواضعة إلى مشفى إسعافي بعد عامين من مطالبات أهالي الحي ليلبي احتياجاتهم ويخدم القطاع الشمالي الشرقي من المدينة ومنها أحياء الزهراء والمهاجرين والأرمن وحي السبيل والمضابع وزيدل وفيروزة وإكرز ودير بعلبة والبياضة والعباسية وجب الجندلي وعشيرة والاسكان العسكري وقرى الريان والرقامة وسكرة وغيرها من القرى القريبة وتم تزويده ببعض المعدات الطبية اللازمة وافتتح في 15 حزيران من العام الحالي.
ويقول سعيد أحد سكان الحي “المشفى لا يقدم الخدمات المطلوبة منه حيث تم منذ أيام إسعاف شابين مصابين بتهتك دماغي إثر حادث سير على دراجة نارية إلى مشفى الباسل لكن احيلا إلى مشفى خاص لعدم إمكانية تصويرهم نتيجة عدم وجود جهاز طبقي محوري فيه”.
ويشير سعيد إلى “عدم وجود طبيب مناوب في المشفى ويضطر البعض إلى طلب طبيب عبر الهاتف للتعامل مع حالات الإسعاف بعد الساعة 12 ظهرا” ويذكر أبو محمد أحد مراجعي المشفى المشفى بحاجة إلى جهاز أشعة لكونه يحول كل حالات الإسعاف التي تحتاج إلى تصوير إلى مشاف أخرى حيث تم تحويل شخص مصاب بطلق ناري من قرية المشرفة إلى مشفى الأهلي التخصصي نتيجة عدم وجود جهاز أشعة ثابت يقوم بتصوير الصدر والعمود الرقبي والقطني.
ويشكو علاء الذي يحتاج إلى غسيل كلية مستمر “المشفى لم يقدم لي خدمة غسيل الكلية رغم وجود ثلاثة أجهزة غسيل نتيجة عدم توفر محطة تحلية لذلك يتم تحويلي باستمرار إلى مشاف خاصة أو مشفى كرم اللوز لانتظر دوري في حال وجود شاغر” وتشير أم محمد إلى عدم وجود أسرة كافية في المشفى ما يدفع القائمين عليها إلى وضع طفلين على سرير واحد إضافة إلى نقص الحواضن.
أسامة ولؤي اللذين أصيبا خلال أحد التفجيرات التي طالت الحي قاما بمراجعة المشفى لنزع الصفائح المعدنية وأجهزة التثبيت الخارجية على مفاصلهم فتم تحويلهم أيضا إلى مشفى خاص بسبب افتقار المشفى لعمليات نزع مواد الاستجدال العظمي ما اضطرهم إلى نزعها في أحد المشافي الخاصة والذي كلف أكثر من 16 ألف ليرة لنزع الصفيحة الواحدة على حد قولهما.
ويعزو مدير مشفى الباسل الدكتور غياث الخليل هذه الشكاوي إلى وجود صعوبات تمنع المشفى من أداء خدماته الصحية على أكمل وجه وأهمها حاجته الماسة لسيارة اسعاف وجهاز إيكو لقسم النسائية بشكل منفصل عن الايكو العام للمرضى وبئر ماء ومنفسة وزيادة عدد حواضن الاطفال نتيجة الضغط الكبير الذي يتحمله إضافة لحاجته إلى غسالة ونشافة حيث يتم غسيل أغطية الأسرة الخاصة بالمشفى في مشفى الحارث.
ويقول الدكتور الخليل “إن الواقع والإمكانات المتاحة تفرض بعض الإجراءات وهو ما ينطبق على قسم الأطفال المؤلف من 5 غرف وتحتوي كل منها 3 أسرة فقط حيث دعت الضرورات نتيجة الضغط الكبير الذي يشهده القسم إلى وضع طفلين على كل سرير حتى لا يضطر الاهالي للذهاب إلى المشافي الخاصة”.
ويشير الدكتور الخليل إلى أنه تم تقسيم قسم الإسعاف إلى عيادات صغرى باختصاصات متنوعة واستكمال 90 بالمئة من الأدوات الجراحية الخاصة بالعمليات الجراحية الوسطى والكبرى ونفذت منذ أسبوعين إجراء عملية لكسر عنق فخذ وتعتبر من أكبر عمليات الجراحة العظمية.
وكشف الدكتور الخليل أنه يتم حاليا تركيب محطة تحلية لقسم غسيل الكلية وسيتم انطلاق العمل بها خلال الاسبوعين القادمين مشيرا إلى أن المشفى استقبل منذ افتتاحه أكثر من 35 ألف مراجع وأجرى نحو 800 عملية جراحية متنوعة و80 ألف تحليل مخبري.
ويبين مدير صحة حمص الدكتور حسان الجندي صعوبة إحضار أجهزة جديدة نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد وصعوبات تأمين قطع الغيار للأجهزة الطبية الموجودة حيث يتم استجرارها عن طريق أكثر من دولة.
ويؤكد الجندي إنهاء دراسات تزويد المشفى بطابقين لمواكبة الضغط الكبير عليه وزيادة استيعابه لأكبر عدد ممكن من المرضى وزيادة الاسرة حتى 130 سريرا مشير إلى أنه تمت المباشرة بالبناء من قبل الشركة العامة للبناء وإعلان مناقصة لتأمين جهاز طبقي محوري للمشفى ومناقصة لشبكات غازات طبية.
ويذكر مدير الصحة إلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة تفعيل خدمة التصوير الشعاعي البطيء محملا مسؤولية التأخير “للإجراءات الإدارية الروتينية التي تقف وراء التأخير وعرقلة سير العمل فبعض المناقصات تتكرر على مدى سنتين من ضمنها مناقصات لأجهزة أشعة وإيكو معظمها متأخر بسبب ارتفاع الأسعار”.
ويشدد الدكتور الجندي على أن المديرية تتخذ الإجراءات الرادعة بحق الأطباء في حال عدم التزامهم بالدوام وتم إجراء أكثر من أمر نقل وإنهاء عقود لأطباء ثبت عدم التزامهم بالدوام في المشافي والمراكز الصحية.
ويضم مشفى الباسل الإسعافي قسما للإسعاف وغرفتي عناية مشددة وغرفة غسيل كلية و3 قاعات عمليات جراحية عامة ونسائية وعظمية و4 حواضن و18 سرير إقامة وقسم توليد وصيدلية ويوفر خدماته من خلال 167 طبيبا وعاملا صحيا وفقا لتصريح سابق لمدير الصحة.
رشا المحرز