الشريط الإخباري

قيصرية (شقا)… تحفة معمارية تعود إلى القرن الثالث الميلادي

السويداء-سانا

تشتهر بلدة “شقا” في السويداء بغناها بالمواقع الأثرية المهمة الشاهدة على عراقتها حيث كانت في العصر الروماني مركزاً إدارياً مهماً تتبع لها النواحي الممتدة من اللجاة ومقراً لثكنة عسكرية رومانية أوكل إليها الدفاع عن حدود منطقة جبل العرب الشمالية الشرقية كما كانت عاصمة منطقة “سكة” في زمن “الصفيئيين” وكان لها حق صك النقود باسمها.

وتعتبر قيصرية “شقا” أحد أبرز آثارها الباقية حيث كانت حسب رئيس دائرة آثار السويداء نشأت كيوان مقراً إدارياً يسكنها الحاكم وسميت بهذا الاسم نسبة إلى لقب القيصر حيث يعود بناؤها إلى منتصف القرن الثالث الميلادي.

وبين رئيس دائرة آثار السويداء أن القيصرية تتألف من عدة أقسام بينها المدخل في واجهتها الشرقية وعلى جانبيه مدخلان آخران أصغر منه وينفتح على القاعة الرئيسة والتي كانت تسقفها قبة في حيطانها محاريب لعرض التماثيل المهمة وحوامل لعرض التماثيل الأخرى.

وأشار كيوان إلى أنه تمت إضافة قاعة جديدة في العصر البيزنطي تقع إلى الخلف من هذه القاعة ومدخلها في الغرب وإلى الجنوب منها توجد القاعة الأكبر والأطول التي واجهتها في الشرق وتشكل امتداداً لجدار القاعة الرئيسة ونقش في ساكف بابها رمز الصليب وسقفها محمول على عشر قناطر.

وإلى اليمين من القاعة الرئيسة تقع قاعة صغيرة مدخلها في الواجهة الشرقية أيضاً ونقش في ساكفه النسر الذي نجده منقوشاً في سواكف الشبابيك باسطاً جناحيه وفي الجدار الخلفي توجد نوافذ أخرى.

ولفت رئيس دائرة آثار السويداء إلى أن آثار شقا القديمة تعود إلى منتصف القرن الثاني الميلادي أما أوابدها المعمارية الباقية فهي تعود إلى القرن الثالث الميلادي وفي السنوات العشر الأخيرة من هذا القرن دعاها الرومان باسم القيصر مكسيميانوس فأصبح اسمها مدينة مكسيميانوبولس حيث ترقت شقا إلى مدينة لها شأن في القرون اللاحقة وورد اسمها “سكايا” أو “أكايا” وذكر هذا الاسم في أحد النقوش اليونانية وأصبحت مقر مطرانية ووفق النقوش الكتابية كان في شقا مسرح زالت آثاره.

وأضاف كيوان أن من آثار بلدة شقا التي لا تزال شاهدة حتى يومنا هذا على عراقتها الدير الذي يقع شرق البلدة و بني إبان وجود الثكنة الرومانية بالمنطقة ولم يبق منه سوى برجين يعودان للقرن الخامس الميلادي وآثار مسرح أثري تختفي بين البيوت القديمة التي تشكل معلماً ذا قيمة عالية ومتفردة بنمط بنائها بالإضافة إلى المدافن الأثرية وأبرزها المدفن المثمن الشكل في الجنوب الشرقي من البلدة والمدفن الواقع في الشمال الغربي منها قرب طريق بلدة الهيات إلى جانب عدد من البيوت الأثرية المبنية من الحجارة البازلتية والتي تتميز بالروعة والجمال والاتساع.

وتقع بلدة شقا إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء وتبعد عنها نحو 27 كيلومتراً.

سهيل حاطوم

انظر ايضاً

بحث ترميم وتأهيل المباني والمواقع الأثرية في بصرى الشام

درعا-سانا أكد معاون مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد على الدور المهم والفعال الذي …