ريادة الأعمال… مساحة لاستثمار طاقات الشباب ودعوات لخلق بيئة محفزة على الإبداع

دمشق-سانا

اتسع مفهوم ريادة الأعمال وتطبيقاته على الأرض خلال السنوات الأخيرة ولا سيما في أوساط الشباب الباحث عن آفاق مستقبلية جديدة نظرا لما تتيحه هذه المشروعات الريادية من مساحة لاستثمار طاقات الجيل الجديد وقدراته بما يقلل من نسب البطالة ويفتح مجالا لمزيد من فرص العمل الأمر الذي يطرح معه مجموعة من التساؤلات الملحة حول ما يحتاجه الشباب فعليا لترجمة مخرجات هذا المفهوم في سوق العمل المحلية.

وفي هذا الإطار أوضحت الريادية غيداء كساب أن ريادة الأعمال هي أحد الحلول المطروحة لإيجاد مزيد من فرص العمل نظرا لما توفره من قدرة على تطوير وتنظيم وإدارة المشاريع مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي قد تحصل كنقص التمويل وقرارات العمل السيئة.

ولفتت كساب إلى أن العصر الحديث فرض بيئة تتصف بالتعقيد والتسارع والتطور ما حتم العمل على مواكبة هذه التغييرات والتطورات وظهرت الحاجة الماسة للأفكار المبدعة الخلاقة التي تحافظ على وجودها في ظل البيئة التنافسية الأمر الذي ساعد على تبلور مفهوم الريادة في السنوات الأخيرة في صفوف الشباب تحديداً.

وأوضحت أنه في ظل العولمة الاقتصادية المستمرة والمتزايدة أصبحت فكرة الريادة المتعلقة بالشركات موضوع اهتمام لجهة القدرة على وضع الاستراتيجيات المناسبة لنجاح العمل واستمرار ميزته التنافسية.

ولفتت إلى ضرورة الاهتمام بالسمات الريادية للشباب بغية تعزيز ونشر روح الإبداع لديهم وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم وخصائصهم السلوكية ولا سيما في المراحل الجامعية بالإضافة إلى تهيئة البيئة الاجتماعية والثقافية والفنية من أجل إيجاد ونشر روح الإبداع لدى أفراد هذه الشريحة.

بدورها رأت ريادية الأعمال المهندسة نسرين غنيمة أن لريادة الأعمال أهمية كبيرة في تعزيز دور الشباب في المجتمع من خلال التطوير النوعي لمكونات المجتمع وآليات التفكير النمطية التي تتعلق بمجالات عمل الشباب المتمحورة حول الأعمال التقليدية والتحول نحو ثقافة النظر إلى المهارات والأفكار والمكونات الشخصية المتميزة لدى الفرد والمساهمة من خلالها في نهضة المجتمع.

ولفتت إلى أنه من خلال نشر الفكر الريادي سيتمكن المجتمع من التغلب على مشكلة البطالة وتحديدا ضمن شريحة الشباب عبر خلق فرص عمل جديدة.

أما رزان الحموي رئيسة مركز تمكين الشباب بدمشق التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فاشارت إلى أن الاهتمام بريادة الأعمال لفئة الشباب يشكل جزءا مهما من عمل مراكز تمكين الشباب حيث افتتحت الوزارة في شهر كانون الأول العام الماضي سبعة مراكز في كل من حلب ودير الزور والحسكة واللاذقية والسويداء وطرطوس وحماة إضافة إلى مركز دمشق الذي افتتح عام 2018.

وبينت أن هذه المراكز تقدم الدعم في مجال ريادة الأعمال ولا سيما التدريب على مهارات ريادة الأعمال بحيث يتمكن الرواد من تنظيم مشاريعهم ودراسة جدواها الاقتصادية لتحويل الأفكار الريادية إلى مشروع على ارض الواقع إضافة إلى إمكانية ربطهم بالأقنية التمويلية.

ولفتت إلى أنه خلال عام 2019 استفاد من التدريب على ريادة الأعمال في مركز دمشق نحو 500 شاب وشابة قدموا مشاريع ريادية متنوعة تم تمويل 60 مشروعا رياديا منها عبر منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية بالإضافة إلى ما يقوم به المركز بدعم مشاركة المشاريع الريادية للشباب في معرض الباسل للإبداع والاختراع والمسابقات الدولية والترشيح لجوائز منظمة اليونيسكو.

وقالت تم خلال العام 2019 تشكيل لجنة وطنية مهمتها دراسة المشاريع الريادية المسجلة في المركز وتوفير التسهيلات لترخيص هذه المشاريع وفق الإجراءات المطلوبة لكل مشروع من المشاريع أصولا.

واختتمت بالتنويه بأن عدد المشاريع الريادية للشباب المسجلة في المركز منذ بداية العام الجاري بلغ 50 مشروعا وستقام دورة تدريبية للشباب الذين قدموا هذه المشاريع قريبا.

لمياء الرداوي

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف عدة مواقع للعدو الإسرائيلي

بيروت-سانا استهدفت المقاومة اللبنانية اليوم عدة مواقع تابعة للعدو الإسرائيلي على الحدود مع فلسطين المحتلة.