الشريط الإخباري

السلاحُ النوويُّ قراءة في سطور

انشطارٌ أو اندماجٌ.. على الرغم من تناقض هذين المعنيين لغوياً، فإنه يمكن فيزيائياً للذرات والجزيئات أن تُحدث الانفجار.

وما تحتاجه هو (تكنولوجيا- معلومات– منشآت مرافق- مفاعلات نووية…) وفيما بعد يصبح الرأس الحربي مستعداً للانطلاق.. إنّها الأسلحة النووية، السلاح الأشدّ فتكاً في العالم، والذي ظهر عام 1943، واستخدم في الحرب العالمية الثانية مرتين ضدَّ اليابان من جانب الولايات المتحدة، وخلّف صوراً مأساوية وكوارث بشرية، لتنشأ فيما بعد، وتحت عناوين «حماية السلام العالمي» و«سلامة الكوكب» اتفاقيات للحدّ من ظاهرة انتشاره (أي السلاح النووي) الذي بات الأهمّ من معرفة عدد القنابل الموجودة في العالم، هو كم قنبلة في وضع الإطلاق..؟؟ إذ إنه خلال 65 عاماً أجرى العالم أكثر من 2051 اختباراً نووياً..!!

وفي قراءة توصيفية لحال التسلّح النووي على الساحة الدولية، فإنه يمكن عدّ تسعينيات القرن الماضي ونهاية عام 2019 تأريخين متناقضين تماماً من حيث المعطيات التي أفرزاها.

ففي حين صيغت في التسعينيات أولى الاتفاقيات، وبدأ العمل على الحدّ من انتشار السلاح النووي والتراجع في عدد تصنيع القنابل النووية، فإنه حسب مجلة «فورين أفيرز»، الدورية التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، واستناداً إلى أقوال الباحثين، فإنه يمكن عدّ عام 2019 «نقطة التحوّل من عصر الهدوء النسبي إلى عصر المنافسة النووية الشديدة وانتشار الأسلحة النووية، وبزوغ عصر نووي جديد».

وعزت المجلة تلك النتيجة إلى سوء إدارة الولايات المتحدة الأمريكية للملف النووي، وقدرة واشنطن على صنع عدّة أزمات نووية (مع كوريا الديمقراطية وإيران وروسيا..).

فقد انسحبت أمريكا من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، وثمة مصير مماثل ينتظر معاهدة «ستارت2» التي تحدّد عدد الأنظمة النووية الاستراتيجية التي يمكن لكلّ طرف (أمريكا- روسيا) نشرها، ففي حين اقترح الروس تمديدها خمس سنوات إضافية ألمح ترامب إلى عدم تجديدها، والعمل على تحريض الصين لتكون صاحبة ظلٍّ واضح في المعاهدة.

وانهار التقارب الذي حصل ما بين إدارة ترامب وكوريا الديمقراطية بعدما كاد يحصل انفراج دبلوماسي في نهاية العام الماضي، إضافة لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015.

وخلصت «فورين أفيرز» إلى نتيجة مفادها أن عام 2019 في جميع أنحاء العالم كشف عن شهية متنامية لبرامج الأسلحة النووية، حتى بين حلفاء الولايات المتحدة أنفسهم.

لتؤكد من ثمّ سياسة الهيمنة الواضحة لأمريكا والنزعة المتعطّشة لديها لتكون «القطب الأوحد»، وأن معاهدات «عدم انتشار السلاح النووي» لم تكن في النيّات الأمريكية إلا ثماراً دبلوماسية، وأن أمريكا هي التي اجتزأت وانتهكت المعاهدة، وترفض الالتزام، وتطبيق معاهدة «وقف التجارب النووية»، وتستمر في أبحاثها وتجاربها، ومازالت ترفض تطبيق معاهدة «ستارت 2» الخاصة بتخفيض ترسانتها الاستراتيجية فإن موازين القوى العالمية اليوم تقوم على «امتلاك السلاح النووي» وتسعى من خلاله واشنطن لتهيئة مناخ مضطرب من أجل ديمومة سيادة سياسة اقتصادية تلبّي الغايات القائمة على أساس الغلبة وليس التعاون، ليكون الوضع العام في الدول غير النووية بصورة الفاقد لمصدر رئيسي ألا وهو أمنها.

محمد البيرق