S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
طهران-سانا
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن خروج القوات الأمريكية من المنطقة هو المصير الحتمي لاستهتار واشنطن التي تدعم الحرب وتدعي أنها تريد السلام والاستقرار.
وقال ظريف في كلمة له اليوم بمجمع الحوار في طهران إن “اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني مقامرة أمريكية كبيرة والغارة الأمريكية التي استهدفته ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس لم تكن انتهاكا للسيادة العراقية فحسب بل استهداف لأحد أركان الأمن في المنطقة”.
وأوضح ظريف أن سياسات واشنطن الخاطئة أدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة مشيرا إلى أن خطأ الحسابات لا ينحصر بها بل يمتد إلى بعض حلفائها في المنطقة والعالم.
وشدد ظريف على أن أمن المنطقة يتحقق بالحوار والتعاون بين دولها لافتا إلى أن مبادرة هرمز للسلام التي طرحها الرئيس حسن روحاني تعتمد على حاجة المنطقة لبناء أسس جديدة تعتمد على التفاهم بعيدا عن الاعتداءات لتحقيق السلام.
إلى ذلك قال ظريف في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الإخبارية الأمريكية إن الولايات المتحدة انتهكت بجريمة اغتيال سليماني السيادة العراقية مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحترم القانون الدولي.
وأكد ظريف أن الغارة الأمريكية التي أسفرت عن استشهاد سليماني هي “عمل عدواني” ضد العراق وإيران لافتا إلى أن الأمريكيين غير مرحب بهم في المنطقة.
وفي تغريدة على تويتر رد ظريف على رفض الإدارة الأمريكية منحه تأشيرة الدخول من أجل حضور اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك قائلا إن “هذا الإجراء يعد انتهاكا لاتفاق 1947 بين أمريكا والأمم المتحدة وهو “اتفاق استضافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ” مشيرا إلى أن ذلك الإجراء لا يحظى بأهمية كبيرة مقارنة بالتهديدات التي يطلقها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول تجويع الشعوب وضجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستهداف المواقع الثقافية إضافة إلى الإرهاب الاقتصادي والاغتيالات.
عراقجي: الخطوة الخامسة في تقليص التزاماتنا بالاتفاق النووي لا تعني الانسحاب منه
من جهته أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي في مجمع الحوار أن الخطوة الخامسة لتقليص التزامات إيران بالاتفاق النووي لا تعني أن الاتفاق انتهى أو أن إيران قد انسحبت منه.
وقال عراقجي إنه “لم يعد لدى إيران أي قيود فى مجال التخصيب لكن ما يحدث على الأرض ومقدار التخصيب داخل البلاد يعتمد على برنامج منظمة الطاقة الذرية واحتياجات البلاد” مضيفا إن “انسحاب أمريكا من الاتفاق أخل بميزان القوى فيه ونعتقد أننا وصلنا إلى توازن معقول من خلال الحد من الالتزامات النووية”.
واشار عراقجي إلى أن بيان الحكومة الإيرانية يؤكد أن لا خطوات أخرى غير الخمس التي اتخذت في إطار خفض الالتزامات النووية لافتا إلى أن إيران تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وما زالت مستمرة بالتعاون.
وأبدى عراقجي استعداد بلاده للعودة إلى الموقف السابق فيما لو تمكنت الأطراف الأخرى من تلبية المطالب الإيرانية والوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي.
وحول الوضع في المنطقة بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري أكد عراقجي أن كل المعادلات الإقليمية تغيرت بعد الحدث وهناك معادلة جديدة في المنطقة يمكن وصفها بأنها “بداية نهاية الوجود الأمريكي في المنطقة”.
