دمشق-سانا
أقامت مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة بالتعاون مع كلية الآداب في جامعة دمشق ندوة ثقافية بعنوان “التراث الشعبي هوية وطن وثقافة مجتمع” بمناسبة إحداث الماجستير التاهيلي والتخصصي للتراث الشعبي.
وتناولت الندوة دور الجامعة في حماية وصون التراث الشعبي والانثربولوجيا الثقافية وعلم التراث الشعبي والتراث الشعبي ودوره في التنمية والأدب الشعبي ومفهومه الاجتماعي ومتاحف التقاليد الشعبية ودورها في الحفاظ على التراث الشعبي والمدرسة الدمشقية في الغناء والموسيقا .
وأشار الدكتور محمد قاسم في افتتاح الندوة الى اهمية البحث في التراث معتبرا ان ذلك يتم ليس بنبش القبور والتباكي على الماضي بل بصونه والافادة .
وفي مداخلتها التي حملت عنوان الجامعة ودورها في حماية التراث الشعبي تطرقت الدكتورة امل دكاك الى تعريف التراث ودوره في حفظ تاريخ الامة وتميزها عن باقي الامم والحضارات .
ولفتت إلى أن التراث الشعبي يشكل وحدة ثقافية متكاملة شكلها الإنسان بتفكيره الخلاق وفلسفة حياته ونظرته للوجود مشيرة إلى دور وسائل الإعلام في نقل التراث وأهمية دعم المكتبة بالابحاث المختلفة.
وتحدثت دكاك عن تجارب الدول الأخرى في حماية التراث الشعبي ولاسيما التجربة الفرنسية حيث صدرت قوانين تحارب الغزو الثقافي الأميركي في فرنسا ولاسيما فيما يختص بالشخصيات الكرتونية وعادات الأكل واللباس.
ولم تغفل دكاك الحديث عن دور الجامعة في حماية التراث الشعبي معتبرة أن ذلك يتم بتاهيل كوادر في هذا المجال والاتصال مع المراكز البحثية المهتمة بذلك ودعم البحث العلمي.
فيما تحدثت الدكتورة رؤى شويخ عن الانثربولوجيا الثقافية وعلم التراث الشعبي ومعنى مفهوم الانثربولوجيا الذي يدرس التطور الانساني للبشرية وخصائص السلالات البشرية لافتة إلى أن الانثربولوجيا الاجتماعية تدرس حالة الانسان ضمن حالة نظام الاسرة والقرابة والاطفال والنظام الاجتماعي القرابي.
وبينت أن التراث الشعبي يشمل العادات والتقاليد والأدب الشعبي والفنون الشعبية والفنون التشكيلية الشعبية متطرقة الى مراحل تطور المساكن التراثية واعتمادها على موارد البيئة وانعكاسات الحياة الاجتماعية على المسكن .
فيما أشار الدكتور عمار النهار إلى أن الحفاظ على المصادر الثقافية التراثية يعد أمرا بغاية الأهمية لأنها تحفظ ذاكرة الاجيال مشيرا إلى أننا في سورية نملك تراثا شعبيا يعد الاندر في العالم .
وفي باب علاقة الثقافة بالتنمية اكد ضرورة اعطاء التراث وخاصة التراث غير المادي مفهوما واسعا يجعله يمثل النشاط الانساني ماديا وروحانيا وضرورة ان تخرج الثقافة عن نطاق التامل والتفكير وانتشارها على نطاق واسع داعيا الى اقناع الحكومة والمنظمات الاهلية والقطاع الخاص باهمية الاستثمار في التراث الشعبي .
فيما أشار محمد فياض الباحث في التراث الشعبي إلى أن سورية وقعت على اتفاقية حماية التراث الشعبي وخاصة حماية التراث غير المادي لكونه مهددا بالزوال لافتا إلى أن التراث السوري غني بمفرداته المتعددة لكنه معرض في بعض الأحيان للزوال مشيرا إلى أهمية الماجستير في صون التراث غير المادي.
بدوره تحدث الدكتور وائل النابلسي عن محور المدرسة الدمشقية بالغناء حيث أشار إلى الانماط الموسيقية الموجودة في هذه المنطقة مبينا أن التراث الموسيقي السوري يتميز بكونه تراثا نسائيا اعتمد على الأصوات النسائية فيما تميز التراث الحلبي بغناء الرجال واقتصر الغناء الرجولي في دمشق على الغناء الصوفي والديني لافتا إلى هذا التراث ما زال محفوظا وجرت محاولات لتطويره عبر أحياء أغان تراثية عن طريق مجموعة من المطربين المجددين أمثال لينا شماميان.
ميس العاني