مروان غريبة.. إبداع لنصف قرن تحدى الحرب والمرض

حمص-سانا

عشق العازف مروان غريبة آلة الكمان فأصبح أحد أهم عازفيها على مستوى سورية والوطن العربي ووقف إلى جانب فنانين كبار وقاد فرقهم الموسيقية فضلا عن دوره بتأسيس عدد من الفرق الموسيقية في محافظته حمص وظل رغم مرضه عاشقا للكمان يرنم على أوتاره أجمل المعزوفات.

بدأ ولع غريبة للموسيقا منذ الطفولة وفق ما أكد لـ سانا الثقافية مشيرا إلى أنه كان يعزف على عدد من الآلات حتى عزف أول لحن واضح المعالم ودون أي مدرب على أنغام أغنية يا مال الشام وكانت بداية الانطلاق نحو الاحتراف بعمر السادسة عشرة.

أطل غريبة لأول مرة على الجمهور من خشبة مسرح الحمراء الدمشقي عام 1971 ثم انتقل إلى مدينة حمص عام 1972 ليبدأ مشواره ونشاطه الفني عبر اختلاطه بالأجواء الفنية والموسيقية والتعرف على العازفين والملحنين وشكلت بداية الثمانينيات له نقلة في عالم الموسيقا عبر تعاقده مع الإذاعة الليبية ليتعرف بعد ذلك على الفنان الكبير صباح فخري ويصبح قائد فرقته ليعزف بعد ذلك إلى جانب فنانين لبنانين كبار مثل فيروز و وديع الصافي الذي قاد فرقته طوال أربع سنوات.

قدرات غريبة الفريدة على آلة الكمان جعلته محط أنظار العديد من نجوم الغناء المعاصرين أمثال جورج وسوف والياس كرم وسمير يزبك وسمير ياغي وغيرهم إلى أن توقف عام 2011 بسبب الحرب الإرهابية على سورية وفقدانه لمنزله ومرضه إثر ذلك وتعرضه لشلل جزئي في يده اليمنى.

ورغم ما ألم بغريبة ظل حبه للكمان والعزف أقوى من ظروف الحرب التي هجرته من مدينته حمص وعاد للعمل بعد أن بدأت يده بالتعافي حيث كرمه فرع حمص لنقابة الفنانين بمهرجانه الموسيقي الثامن عشر كما شارك في هذا العام بالدورة الـ 19 من ذات المهرجان.

وخلال مسيرته الفنية عمل غريبة مع العديد من الإذاعات في سورية والجزائر والمغرب وشارك في كثير من المهرجانات العربية كما كان عضو لجنة تحكيم بمسابقة الكمان في القاهرة عام 1996 وهو حاليا عضو لجنة مشروع الأيقونة السورية الذي أطلقته نقابة الفنانين السوريين العام الماضي لكونه من أهم العازفين المرتجلين في سورية.

بصمة غريبة الأخرى في عالم الموسيقا تجلت في الفرق التي أسسها من الفرقة التي حملت اسمه وأخرى باسم حمص للموسيقا وتأسيسه وقيادته لفرقتي فرعي نقابة الفنانين والمعلمين.

مثال جمول