الشريط الإخباري

(المشنف)… طبيعة جبلية ساحرة وآثار شاهدة على عظمة الحضارة في جنوب سورية

السويداء-سانا

تشتهر بلدة المشنف الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة السويداء بموقعها الجغرافي المتميز وانتشار بساتين التفاح والكرمة بالإضافة إلى طبيعتها الجبلية الساحرة وهوائها العليل.

وتعتبر المشنف التي ترتفع عن سطح البحر نحو 1800 متر وتبعد عن مدينة السويداء 20 كيلومتراً واحدة من أهم القرى الأثرية في جبل العرب حيث كانت من أبرز المدن والحواضر في فترة الأباطرة الأنطونيين في القرن الثاني للميلاد الذين حكموا المنطقة بين عامي 96 م و192 م.

وأخذت البلدة اسمها من موقعها على سفوح تلال جبل العرب الشرقية ويعني اسمها لغوياً الزينة والجمال حيث جاء معنى المشنف بالعربية شنف الكلام أي زينه والشنف جمع شنوف وأشناف أي ما علق في الأذن أو أعلاها من الحلي.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان لنشرة سانا-سياحة ومجتمع إلى أن المشنف غنية بآثارها التي تعود إلى مختلف العصور وتمثل شاهداً حياً على عظمة حضارة جنوب سورية وجمال مكوناتها المعمارية والزخرفية.

ومعبد المشنف الذي يتوسط البلدة يعد من أهم المعابد وأجملها في منطقة جبل العرب وهو بحالة جيدة نسبياً ومعظم معالمه واضحة حسب كيوان الذي أشار إلى أن هذا المعبد بني في عام 171 م بجانب بركة ماء حيث كان مخصصاً لعبادة الإلهين بعل شمين وهيليوس وحرم المعبد المبلط بحجارة البازلت موجود حتى يومنا هذا.

ويلفت كيوان إلى أن المعبد الأثري يقوم فوق مصطبة تبرز على جوانب المصلى ويقود إليها درج يصل بين الرواق وحرم المعبد وفي مقدمة الرواق عمودان يقسمان الواجهة إلى ثلاثة ممرات وجدارا الرواق الجانبيان قائمان جزئياً والمصلى شبه تام وتقوي زواياه الأربع من الخارج دعامات أربع تتوجها تيجان جميلة من الطراز الكورنثي وإفريز مزوق ومزخرف بأشكال هندسية ونباتية جميلة يبرز في الجزء العلوي من الحيطان.

ووصف الباحث الفرنسي ج.ماسكل الذي قام برحلة إلى المنطقة الشرقية من جبل العرب عام 1936 بالتفصيل هذا المعبد وخاصة عناصره المعمارية والزخرفية بالإضافة إلى سوره ومدخله وبعض المنحوتات الموجودة بداخله وحوله ومنها رأس ملتح للإله النبطي ذو الشراة يعتمر قبعة وهو معروض في متحف السويداء وتمثال يمثل محارباً تم تركه أمام المعبد ويحمل كتابة نذرية للمعبد منقوشة ضمن إطار منحوت على شكل ذيل طائر السنونو وكتابات يونانية منقوشة.

كما ذكرت الرحالة البريطانية غير تورد بل التي وصلت إلى المشنف في عام 1900 في مذكراتها أنه “على حافة الصحراء كان هناك معبد صغير في غاية الروعة مبني فوق أرض مرتفعة قليلاً ويمكن الوصول إليه عبر عدة أدراج بمحاذاة بركة ماء نحتت في الصخر”.

وورد في تقرير عالم الآثار الألماني استيفان فرايبرغر أن لهذا المعبد شكلاً مستطيلاً قسم إلى ثلاثة أجزاء متساوية تقريباً الأول يدعى “بروناوس” وهو الجزء الواقع بين الأعمدة المتقابلة وجدار المدخل والجزان الثاني والثالث يشكلان قدس الأقداس “حجرة التمثال” وهو مقسوم إلى جزأين متساويين تقريباً بقوس “قنطرة” بازلتية ومن الأجزاء الأصلية الباقية في المعبد الجدار الشمالي بما فيه قواعد الأعمدة والسواكف وبعض مداميك السور الخارجي ومن قاعدة عمود الزاوية الجنوبية الشرقية يتقدم جسم المعبد من شرق الساحة الأمامية المبلطة.

كما عثر في المشنف على العديد من الكتابات اليونانية المنقوشة على الحجارة البازلتية خلال العصر الروماني في القرن الثاني الميلادي وكتابات يونانية رسمية كانت تؤسس لمبان مهمة من بينها معابد وقصور وأضرحة بالإضافة إلى وجود ‏‏شبكة من الطرق الرومانية المرصوفة بالحجارة البازلتية وقلعة ضخمة بنيت من حجارة بازلتية محلية وأدت في أغلب الأوقات دوراً عسكريا مهماً ومتقدماً لحماية القرية المركزية.

سهيل حاطوم

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بلدة المشنف… طبيعة جميلة في منطقة جبلية

تقع بلدة المشنف في الريف الشرقي لمحافظة السويداء في نهاية السفح الشرقي لجبل العرب ضمن …