“التباس” .. عرض لفرقة المسرح القومي باللاذقية

اللاذقية-سانا

بقالب كوميدي تقدم فرقة المسرح القومي باللاذقية عرضها المسرحي “التباس” المأخوذ من نص للكاتب الإيطالي داريو فو “لا يأتي كل اللصوص للمضرة” وإخراج سلمان شريبة.

العمل الذي افتتحت عروضه وسط حضور كبير ضاق به المسرح القومي باللاذقية يعكس الفلسفة المسرحية التي تميز بها الكاتب في إيجاد نص يحاكي الواقع اليومي على اختلاف الثقافات ويضع المتابع في قلب الحدث “خيانة زوجية” أو “خيانات مزدوجة” تتكشف من خلال لص يسطو على بيت للسرقة .. ومنها يعري المجتمع ويكشف جزءا من أمراضه ولا سيما تلك التي تتعلق بالسرقة والكذب والخيانة ليتعداها إلى ما يدور خلف الأقنعة والوجوه .

المخرج شريبة وفي تصريح لسانا رأى أن العمل يسلط الضوء على مجموعة من السلوكيات والأخلاقيات الاجتماعية المرفوضة والموجودة منذ الأزل .. لكنها “تطفو حاليا إلى السطح بشكل كبير” ما يتطلب استدراكها ومعالجتها مشيرا إلى أن النص ورغم كونه يصلح لكل زمان ومكان .. تم العمل على تقريبه لبيئتنا من خلال “اللهجة و الكاريكاتيرات” ليصل إلى الجمهور بسرعة وسلاسة وحول اللجوء إلى النصوص المسرحية العالمية في الأعمال المسرحية المحلية اعتبر شريبة أن أي قصة يمكن تحويلها إلى عرض مسرحي فهموم الشعوب ومشاكلها تتشابه لكن بصيغ مختلفة .. وهنا يأتي دور المخرج بتقديم رؤية العمل بما يتناسب مع ثقافة المجتمع .. ولفت إلى أن المسرح القومي باللاذقية يركز على النوعية في العروض المقدمة بصورة تكون قادرة على أن تدفع المتفرج للخروج من منزله ومتابعتها على خشبة المسرح من خلال تنوع الأفكار وتقديم سوية عالية ترتقي بذائقة الجمهور الفنية.

من جهته الفنان حسين عباس الذي يؤدي الشخصية الأساسية في العمل وهي “اللص” الذي تتكشف من خلاله بقية الشخصيات أشار إلى أن اختيار العمل جاء لكونه قريبا من الناس “بعد قراءات عدة أردنا أن نذهب إلى مسرح شعبي وليس نخبويا وبنفس الوقت يحمل مضمونا فكريا جيدا” وإيصاله بطريقة كوميدية قادرة على رسم الابتسامة على وجوه الحاضرين فمن السهل إبكاء الناس والأصعب إضحاكهم.

عباس الذي يشغل مدير المسرح القومي لفت إلى الحراك المسرحي الذي تشهده اللاذقية الذي جعل منها برأيه عاصمة للمسرح في سورية عبر تقديم عروض بشكل دائم أو استضافة أخرى مهمة من محافظات أخرى تمكن جمهور المسرح الكبير في اللاذقية من حضورها.

والعمل من بطولة حسين عباس وسوسن عطاف ومجد يونس أحمد وغربا مريشة ووسام مهنا ودينا العش وتصميم الديكور لـ حسن حلبي.

فاطمة ناصر