عطر المطر.. مسلسل جديد للكاتبين ربا حمود ومجد الماضي

دمشق-سانا

ينطلق تصوير مسلسل عطر المطر قريبا في دمشق وهو عمل درامي اجتماعي يحاكي واقع الشباب في الوقت الحالي من خلال عدة قصص وشخصيات تتشابك مع بعضها ضمن أحداث ومشاكل كتفكك الأسرة والمراهقة وقصص عديدة للحب.

ويركز العمل الذي كتبه كل من الكاتبين الشابين ربا حمود ومجد الماضي وسيخرجه سالم سويد ومن انتاج شركة جيما للانتاج الفني على تأثير الأزمة في سورية وانعكاساتها اجتماعياً واقتصادياً على الشريحة الفقيرة في المجتمع.

وعن تأثير الأزمة في سورية على الدراما تقول الكاتبة حمود في حديث لـ سانا إن الأحداث المؤلمة خلال الأزمة هي مفصل مهم بالخط البياني للدراما السورية فالإنتاج انخفض من حيث الكم كما أن النوع أصبح يقدم بسويتين إما أعمال ذات سوية عالية أو أعمال تتنوع بين الجيد والمتوسط أو الخفيف الذي لايحتاج لقدرة إخراجية عالية أو مستوى معين للكتابة.

وأضافت..إن الدراما يجب ان تكون منوعة بين التاريخي والبيئة الشامية والكوميدي والاجتماعي وصولا لما يسمى دراما “اللايت” الخفيفة متسائلة ما دام المشاهدون العرب يمضون ساعات أمام حلقات من الدراما الأجنبية المملة لماذا حين يتعلق الأمر بالدراما السورية يراد تحديد سوية فنية معينة لها بعيدا عن منطق التنوع الطبيعي في كل مناحي الحياة.

وعن الأجواء العامة لما يكتبه موءلفو الدراما السورية حاليا تشير حمود إلى أن ما نمر به من ظروف صعبة وحزينة لابد أن تنعكس في وجوه الناس وتصرفاتهم وعلى أوراق كراساتهم لأن الإنسان ومشاعره وليدة الظرف الراهن الذي يعايشه والكتاب والمخرجون سيكون أمامهم الكثير ليوثقوه على مدار السنوات القادمة وكتابنا هم الأقدر على توثيق ما يمر به شعبهم من يوميات الحرب وتفاصيلها وآثارها.

وتقول.. عندما قررنا أن نكتب عملنا /عطر المطر/ والذي يتكلم بشكل مباشر عن قضايا الشباب حاولنا أن ندخل الى عمق مشاكلهم وإظهار كل ما يتعرضون له في بداية حياتهم المهنية والعملية بدون أي مساعدة من أحد معتبرة ان التطرق لمشاكل الشباب من أصعب أنواع الكتابة كونها تعتمد على الجرأة في الطرح والدخول إلى عوالم تحتمل في تقديمها الخطأ والصواب لكنها لا توافق في الوقت نفسه على تسمية دراما شبابية لأن مثل هذه التسمية تستدعي استخدامها على بقية انواع الدراما.

وتؤكد حمود ان السطحية التي تظهر في بعض أعمال الدراما غير مقبولة للكاتب أو للمخرج على السواء كما أن الاستسهال بأي نوع من أنواع الطرح أو الكتابة بما فيها أعمال اللايت والكوميديا قد ينحدر لمستوى التهريج ولا يعفيها من النقد اطلاق تسمية دراما شبابية عليها.

وتشير الكاتبة الشابة التي قدمت فيلم زهرة القبار في الدورة الماضية من مهرجان سينما الشباب الى ان الدراما هي فن الغوص في أدق التفاصيل لتعكس يومياتنا خلاف السينما القائمة على الإختزال بعيداً عن السرد لكن السينما اقرب اليها من الدراما بما تملكه من هامش أكبر من الحرية.

وترى أن السينما السورية لا تملك ذلك السوق الرائج حتى داخل سورية بعكس الدراما التي انتشرت على نطاق أوسع بكثير لذلك تكون الكتابة للدراما بديلا احيانا عن السينما أو متممة لها.

وتبين حمود أن حضور الممثل السوري القوي سواء في الاعمال الدرامية السورية او العربية يعتبر العامل الأقوى لنجاح الدراما السورية معتبرة أن لا فرق بين الاعمال الدرامية السورية التي تنتج داخل سورية او خارجها سوى في أماكن التصوير ومتطلباتها الدرامية.

بدوره يقول الكاتب ماضي إن مشروعي الكتابي هو البحث الدائم والمستمر عن الجديد وغير المطروق من خلال الأفكار التي اشتغل عليها وتنتظر فرصتها للظهور وطموحي أن أحصل على الظروف المناسبة لتظهر نصوصي بالشكل الجيد وفي المكان الصحيح.ماضي

وعن الفرص التي اتيحت امام الكتاب الشباب مع غياب عدد من كتاب الدراما بسبب مغادرتهم سورية في هذه الفترة يوضح الكاتب الشاب انه مازال الكتاب الكبار يحجزون مكانهم على خارطة الدراما السورية في كل عام حتى لو كانوا خارج الوطن وأعمالهم مازالت تترك بصمة مميزة مقابل وجود كتاب شباب وجدوا مكانهم وحققوا نجاحا كبيرا في تقديم أعمالهم الأولى .

وعن تناول الأزمة في الدراما يشير ماضي الى ان الحرب حاضرة في حياتنا والعمل الدرامي سواء كان يطرح الأزمة بشكل مباشر او كخلفية للاحداث فلن يكون من الممكن تحجيم هول ما نعيشه من معاناة وألم وتضحيات وإقصاؤءه بعيداً عن أي حدث في النص.

وحول اجور الكتاب الدراميين الشباب يقول ماضي ان هذا الموضوع يختلف من شركة انتاج لأخرى فبعض الشركات تضع الأزمة سبباً في تخفيض الاجور في الوقت الذي تبيع تلك الشركات انتاجاتها بالأسعار الرائجة عربيا وبالقطع الأجنبي موءكدا ضرورة ايجاد اتحاد للمنتجين الدراميين لتوحيد آلية العمل والأجور في هذا القطاع.

ويوضح الممثل والكاتب الشاب ان الكتابة المشتركة بين كاتبين لعمل درامي واحد تختلف حسب الشريك وحسب العمل ويقول.. أنا مع الأعمال المشتركة لأنها تكون أعمالا غنية أكثر من حيث الأفكار والحوار أثناء الكتابة ما يجعل النص يصل لدرجة مهمة من النضج الفني مبينا ان الكتابة المشتركة في الوقت ذاته متعبة وتحتاج بالدرجة الأولى للتفاهم وتوحيد وجهات النظر.

ويعبر كاتبا عطر المطر في ختام حديثهما عن تفاوءلهما بمستقبل الدراما السورية لوجود العديد من المواهب الفنية السورية والمميزة والمبدعة والتي لم تتأثر بسفر البعض للخارج ولان عدد الأعمال التي صورت في هذا الموسم او يتم تصويرها تبشر بموسم درامي غني ومتنوع.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …