السويداء-سانا
رؤى فكرية وفلسفية وتربوية مشحونة بروح الأدب جسدها الكاتب إسماعيل الملحم عبر نتاجه المعرفي والثقافي الغني بالطروحات والأبحاث والمؤلفات المتعددة التي رفدت المكتبة العربية ولا سيما في مجال الدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية والقومية العربية وغيرها.
الملحم الذي نشأ وترعرع في بلدة المزرعة بريف السويداء لم تمنعه ظروف الحياة من متابعة دراسته وتجسيد أحلامه التي كانت تكبر معه ليغدو معلماً وكاتباً وباحثاً مبيناً لمراسلة سانا أن بداياته مع الكتابة كانت في مرحلة عمرية مبكرة مستلهماً من بيئته قصصاً على شكل خواطر كتبها على ورق وأكياس الإسمنت متأثراً بالعديد من الكتاب ولا سيما جبران وأمين ناصر الدين وعلى أساسها بدأ ينسج قصصه وحكاياته.
ونشط الملحم في المجال الثقافي والتربوي وبدأ النشر بسن الثامنة عشرة في مجلة الآداب عام 1964 وتتالت نشاطاته في الفكر التربوي والقومي في دوريات مختلفة داخل وخارج سورية ثم بدأ التدريس في ثانويات متعددة وشارك في تأليف الكتب المدرسية وإعداد المناهج التربوية وتعديلها إضافة إلى الكثير من الأبحاث في التربية وعلم النفس التربوي بمجلات (صوت المعلمين) و (المعلم العربي) و (بناة الأجيال).
أفكار وطروحات متجددة قدمها الملحم لتتحول كتاباته إلى منبر للتفكير والجدل والسؤال منتصراً في نهاية المطاف للمقاربة الأكثر عقلانية وصلابة متخذاً من فكره القومي وحلمه بالوحدة العربية عنواناً ومحوراً أساسياً لدراساته وكتبه ومقالاته معتبراً أن الإنسان هو المخلوق الوحيد المحكوم بشغف السؤال والذي ينزع دائماً نحو المزيد من المعرفة.
جعبة الملحم مليئة بكتب ومؤلفات عديدة وضعها خلال مسيرته منها (العروبة الخصوصية بالثقافة العربية القومية) و(جدل الثقافة والسياسة في الفكر القومي) و(معركة المزرعة 2 و 3 آب 1925 ملحمة السلاح الأبيض) و (التجربة الإبداعية)،(كيف تعتني بالطفل وأدبه)،(تعلم الطفل في الأسرة والمدرسة) ، (الإنسان والتربية في عصر المعلومات)، (أعلام خالدون)، (مساءلات الثقافة في الإبداع والفلسفة والأدب) إضافة إلى مساهمته في تأليف موسوعة سويداء سورية التي تضم معلومات موسوعية شاملة عن جبل العرب في جميع مناحي الحياة وغيرها.
وعن الكاتب اسماعيل الملحم بيّن الشاعر موفق نادر أن تخصصه في الدراسات النفسية والاجتماعية زوده بالقدرة على سبر وتحليل المواقف والحالات التي يعبرها فلا يكون رأيه فيها ارتجالاً ولا اعتباطاً إنما جاء جامعاً مانعاً وأصيلاً مقنعاً بما حوى من مرجعيات العقل النير وممتعاً لذلك الوشي الذي يسبغه الملحم عليه من نفحات أدبية تجيش بها روحه والتي برزت أكثر في دراساته بعلم نفس الأطفال وسلوكهم وتربيتهم فأنتج في هذا السياق كتباً رفدت المكتبة العربية بكثير من المعرفة في هذا الجانب التربوي المهم.
يشار إلى أن الكاتب اسماعيل الملحم من مواليد بلدة المزرعة 1939 خريج دار المعلمين بدمشق عام 1957 وخريج كلية التربية جامعة دمشق عام 1962 عمل في سلك التعليم والتدريس بمختلف مراحله وموجهاً اختصاصياً لمادتي التربية وعلم النفس في وزارة التربية وشغل رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء وعضو هيئة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب وهو عضو جمعية البحوث والدراسات.
خزامى القنطار
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: