الشريط الإخباري

الصفحة الأخيرة في حياة الأسطورة الشحرورة تطوى مع الصباح

دمشق-سانا

كما كانت على الدوام صباح الأغنية العربية ورفيقة الأمل والحب والتفاؤل رحلت مع صباح هذا اليوم الأسطورة التي شغلت الناس على مدى أكثر من سبعين عاما بأغانيها وأفلامها وجمالها وأناقتها وأخبارها الفنية والشخصية عن عمر ناهز السابعة والثمانين فكانت وستبقى المادة الدسمة لوسائل الإعلام والنجمة التي لا يمكن أن تنساها ذاكرة ستة أجيال من الجمهور العربي.

جانيت فغالي أو الشحرورة كما أطلق عليها في ستينيات القرن الماضي فتحت أمامها أبواب الشهرة والمجد من خلال اكتشاف المنتجة آسيا داغر لها في بداياتها الفنية فتعاقدت معها على بطولة ثلاثة افلام دفعة واحدة وأخذتها معها الى مصر وكلفت الموسيقار رياض السنباطي بتدريبها وتلقينها أصول الغناء العربي واكساب صوتها الجبلي القوي إمكانات جديدة لتؤدي أصعب الأغاني بكل أشكالها.

صباح التي في رصيدها 83 فيلما سينمائيا بين مصري ولبناني وسوري و27 مسرحية لبنانية شكلت ظاهرة فنية فريدة من نوعها لدى الجمهور العربي فهي لم تغب عن الساحة الفنية يوما وكانت شاغلة وسائل الإعلام بكل تفاصيل حياتها ومصدرا ملهما للأناقة والجمال من خلال حضورها الذكي وجمالها المبهر وأناقتها الملفتة إلى جانب صوتها المميز الذي قيل عنه الكثير ولم يشبه اي صوت آخر فهي لم تكن لتنافس غيرها من الفنانات فحجزت لنفسها مكانا في الصدارة لا يمكن لأحد أن ينوب عنها فيه حتى بعد مغادرتنا هذه الحياة.

ونستذكر مع صوتها الباقي تلك المنافسة الجميلة التي اندلعت بين الموسيقاريين الراحلين فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب على صوتها عندما لحن لها الأول أغنية يا دلع فغار الثاني ولحقه بأغنية عالضيعة والأغنيتان كتبتا باللهجة اللبنانية المحكية.

تعتبر صباح التي قدمت نحو ثلاثة آلاف أغنية عبر مسيرتها الطويلة من أواخر نجوم الزمن الجميل وهي التي غنت على أشهر المسارح العربية من دمشق للقاهرة لبغداد وتونس والرباط وغيرها كما وقفت على أهم مسارح العالم فهي من بعد كوكب الشرق أم كلثوم غنت على مسرح الاولمبيا بباريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وغنت على مسارح قاعة ألبرت هول في لندن ودار الأوبرا في سيدني وغيرها الكثير.

وعلى مدى سنوات مسيرتها الفنية ارتبطت فنانتنا بعلاقة وثيقة بسورية حيث لم تتوقف على زيارتها الدائمة لها وحفلاتها المستمرة على مسارحها وعلى أغانيها التي شدت بها أمثال من الموسكي لسوق الحميدية وعلى تعاونها الوثيق مع ملحنين سوريين أمثال سهيل عرفة والراحل محمد محسن وغيرهم بل جسدته عندما صرحت للصحافة عام 2006 بأن القيادة في سورية تكفلت بعلاجها وابنتها مدى الحياة وأكدت في تصريح اخر قبل عام بأن سورية عصية على السقوط.

قدمت سيرة الشحرورة الفنية والشخصية عبر مسلسل درامي في عام 2011 حمل اسم الشحرورة وادت الفنانة كارول سماحة فيه دور صباح ولكنه لم يلق القبول الجماهيري المتوقع لأن حضور الأسطورة وبقاءها على قيد الحياة كان أقوى وأهم من أي عمل يمكن أن يقارب هذا الحضور فخبر صغير عنها في المصح الذي أمضت فيه أيامها الأخيرة كان يلهب وسائل التواصل الاجتماعي ويملأ الشاشات ووسائل الاعلام المختلفة فهل يمكن اليوم وقد كتبت الصفحة الأخيرة من أسطورة الغناء العربي أن يوجد عمل فني يتماشى مع هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والأحداث والأهم أن يحمل القيمة الفنية والحب والأمل كما حملته دائما الراحلة صباح.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

وداعا صباح-فيديو

دمشق-سانا بعد 87 سنةً قضت أكثر من ثلثيها في الفن رحلت الشحرورة صباح . جانيت …