انتشار دودة ثمار التفاح يقلق مزارعي السويداء

السويداء-سانا

شكاوى عديدة من مزارعي السويداء خلال لقاءاتهم واجتماعاتهم وأحاديثهم حول انتشار دودة ثمار التفاح ما يؤثر سلبا على محصولهم وجودة واقتصادية إنتاجهم مطالبين بإيجاد الحلول اللازمة ومعالجة هذه المشكلة.

الإصابات بالآفة الأكثر خطرا على محصول التفاح بالسويداء حسب المعنيين تظهر واضحة على الثمار وتشمل مختلف مناطق الإنتاج بالمحافظة مع تفاوت نسبها بين بستان وآخر حيث تهاجم الدودة الثمار العاقدة وتؤدي إلى تساقطها في الجيل الأول وتخريبها في الأجيال المتأخرة ما يؤثر على تخزين وتسويق المنتج.

هذه الآفة الحشرية كما يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لتسويق الخضار والفواكه بالسويداء شحاذة قطيش تتطلب تضافر جميع الجهود لمكافحتها مبينا أن 39 بالمئة من ثمار التفاح التي استقبلتها الجمعية موسم 2107 والبالغة 16 طنا ظهر عليها ما يسمى “بالسوس” نتيجة إصابتها بهذه الآفة عازيا ذلك إما لنوعية المبيد المستخدم وعدم فاعليته أو لطريقة وتوقيت استخدامه الخاطئء من قبل المزارعين .

رئيس الجمعية الفلاحية في قرية ميماس نصر أبو عاصي بين أن بساتين عدة تأثرت بدودة ثمار التفاح خلال المواسم الماضية و خاصة الموسم الأخير حيث وصلت نسبة الإصابة في بعضها إلى 65 بالمئة موضحا أن بعض المزارعين يرشون أشجارهم أكثر من ست مرات بالمبيدات خلال الموسم لكن دون فعالية.

المزارع من نفس القرية حمزة كيوان يشير إلى عدم ظهور إصابات ضمن بستانه الموسم الماضي نتيجة إلتزامه بمواعيد المكافحة واختيار المبيد المناسب بالتنسيق مع أحد المهندسين المختصين مشيرا إلى اعتماد بعض المزارعين على الأدوية الزراعية الرخيصة لتنفيذ المكافحة للآفة حيث تكون عديمة الجدوى.

وفي قرية مفعلة يشير المزارع توفيق غانم إلى أن الإصابة بدودة ثمار التفاح شملت الموسم الماضي غالبية بساتين التفاح في القرية ووصلت نسبة الضرر في بعضها إلى 80 بالمئة مبينا تأثر 60 بالمئة من إنتاجه بالإصابة رغم تقيده بمواعيد المكافحة المحددة من الوحدة الإرشادية بسبب نوعية الأدوية الزراعية المستخدمة غير الفاعلة .

المشكلة حسب المهندس الزراعي نضال أبو عسلي صاحب بستان للتفاح في منطقة ظهر الجبل ليست في فعالية المبيد المستخدم كونه استخدم مبيدات بأرخص الأسعار ومع ذلك أعطت نتائج جيدة إنما تكمن كما يذكر في اختيار المبيد غير المناسب للمكافحة وتنفيذ المكافحة خارج مواعيدها.

المشرف على عدد من المشاريع الزراعية بالسويداء المهندس المختص في مجال الوقاية عصام حديفة يرى أن انتشار دودة الثمار مرتبط بالظروف البيئية المناخية وخاصة ارتفاع درجات الحرارة الكبير كما حصل الموسم الماضي حيث أدى إلى تعديل نشاط وسلوك الحشرة وتراجع فترة تأثير المبيد لمكافحتها إضافة لعوامل فنية منها تأخر المكافحة أو تنفيذها من قبل أيد غير خبيرة.

ويدعو حديفة إلى ملاحقة الصيدليات والمحال التي تبيع أدوية مخالفة للمزارعين وإعادة تفعيل عمل لجنة مكافحة دودة ثمار التفاح بمديرية الزراعة وتكثيف الزيارات الحقلية من الفنيين بالوحدات الإرشادية على مواقع الإنتاج لمتابعة تطور الحشرة وكذلك استخدام المياه النظيفة لعمليات الرش كون درجة حموضة الماء المستخدم لها دور كبير على فترة فعالية المبيد وتفككه.

ويعزو مدير الزراعة بالسويداء المهندس أيهم حامد انتشار إصابة دودة ثمار التفاح وخاصة في موسم 2017 إلى مجموعة أسباب منها عدم تقيد بعض المزارعين بمواعيد المكافحة المعلن عنها من المديرية أو عدم تغطية كامل الشجر بالمبيد النظامي المناسب أثناء الرش وكذلك استخدام بعضهم للمبيدات غير النظامية المهربة حيث تجري متابعة هذه المسألة من اللجنة المعنية بالمديرية وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين وإغلاق الصيدليات الزراعية التي تستوجب ذلك.

وتتطلب دودة ثمار التفاح حسب مدير الزراعة متابعة أكثر من الفنيين والمزارعين من خلال التقيد بمواعيد المكافحة ومراقبة طور الحشرة وارتفاع درجات الحرارة الكبير صيفا الذي يخفف من فعالية المبيد مبينا أن المديرية ستقوم هذا الموسم بزيادة عدد المصائد الفرمونية في مواقع زراعة التفاح لمراقبة الحشرة مع تكثيف ندوات التوعية اللازمة حولها .

ويعد التفاح المحصول الرئيسي في محافظة السويداء علما أن إنتاجه للموسم الماضي بلغ نحو 33 ألف طن وللموسم الذي سبقه 83 ألف طن .

عمر الطويل