الشريط الإخباري

وانتصر الدم اليمني-صحيفة البعث

إذا كان هدف “عاصفة الحزم” قتل الشعب اليمني وتدمير جيشه وبناه وإعطاء فسحة لتنظيم القاعدة للتمدد في أرض البلد، الذي كان سعيداً قبل العاصفة، فبعضهم يقول: إنها حققت أهدافها على أكمل وجه وتكللت جهود نظام آل سعود بالنجاح التام؟!.

ثمانية وعشرون يوماً تفنن خلالها تحالف السعودية في سفك الدم اليمني، قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البيوت بالطائرات وصورايخ “الكروز” الأمريكية  على رؤوس ساكنيها، وحوّل عشرات آلاف اليمنيين الآمنين إلى مشردين، لتظهر النتيجة على قنوات “أن تكذب أكثر” بأن اليمنيين ممتنون للسعودية على تدخلها في سبيل نشر الحرية والديمقراطية وإعادة الشرعية لمقام الرئاسة، وبطبيعة الحال على الطريقة الوهابية والتي لا تعرف للشرعية أو الديمقراطية أي معنى، لكن في الحقيقة تنطبق على كل ما فعله نظام آل سعود بأهل اليمن مقولة: “إن لم تستح فافعل ما شئت”، و”احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة”.

واقع الحال أنه إن كان للعدوان من فضيلة فقد عرّى النظام السعودي، مما يستر عورته، وكشف عن دوره الحقيقي فيما يجري على الساحة العربية من استهداف، فبعد ما مارسه وكلاؤهم الإرهابيون من عمليات قتل وتخريب في سورية والعراق وليبيا، شن ذلك النظام، والذي احتل أرض نجران وجيزان والحجاز في ثلاثينيات القرن الماضي واستكثر على الشعب اليمني أن يعلو صوته ليكون مستقل القرار، عدواناً وحشياً استهدف البشر والحجر والشجر، ولا تماثله إلا الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، لكن النتيجة كانت فشلاً آخر يسجّل في سيرة مملكة النفط العفن، وحساب الحقل لم ينطبق على حصاد البيدر، وحلم فرض الاستسلام كسرته إرادة الشعب اليمني، وعبد ربه منصور هادي لم يعد إلى منصب الرئاسة، بل لم يعد بمقدوره العودة إلى البلاد، وسيبقى بضيافة الأسرة الحاكمة في الرياض حتى إشعار غير مسمى، فيما استطاع اليمن تحقيق خطوته الأولى في الخروج من العباءة الخليجية، بعبارة أخرى خسر آل سعود المعركة وانتصر الشعب اليمني، وعلى ما يبدو أن النظام السعودي قد وعى حجم ما ارتكبه من جرائم وبات يدعو القوى الكبرى للوساطة لدى اليمنيين لعدم رد الدين، ويحاول الحصول على مكاسب في السياسة عجز عن تحقيقها بالعدوان.

بالمحصلة انتصر الدم اليمني على آلة القتل الهمجية السعودية، لكن العدوان الهمجي الإرهابي لا يمكن بأي حال أن يمر دون محاسبة من الشعب اليمني خصوصاً، والشعوب العربية عامة، فالمعركة التي بدأها النظام السعودي لن يكتب نهايتها المعتدي، وإنما الدول والشعوب المقاومة التي عانت من تدخل وإرهاب أنظمة الخليج.

عماد سالم

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …

اترك تعليقاً