الشريط الإخباري

هاهي الأيام تكشف ما حذرنا منه!-الوطن العمانية

منذ أن اندلعت الأزمات في الساحات العربية والتي تبين على أثرها أنها لم تكن لها علاقة بأي فصل من الفصول، كتبنا على مسامع مع يهمهم الأمر في وطننا العربي الكبير أن هنالك تدخلا في الشأن العربي مصدره الغرب وبعض العرب، وقد تم اكتشاف هذه الفكرة حين كانت في أوجها على الساحة السورية، ففي ذلك البلد العربي النابض بالحياة، والذي نردد دائما أنه قلب العروبة النابض، ظهرت الحقيقة دون خداع، وتبين من هم في صف سورية، ومن هم إلى جانب الإرهاب دعما وتسليحا ومالا وسياسة، وها نحن أيضا نحصد ذلك في العراق، وكنا قد عرفناه في لبنان وفي اليمن وما زلنا نرى أشكالا منه تظهر بين الفينة والأخرى.
ولقد حذرنا من اللعب بالنار، وقلنا ما ردده الرئيس السوري بشار الأسد من أن النار سترتد على أصحابها، والذين لعبوا بالدم السوري لن يهربوا من قدرمن سيأتي للتلاعب بأمنهم وبمصيرهم في وقت لاحق وقريب.
واذا كانت النظرة العميقة أن إسرائيل أكثر المستفيدين مما يجري في سورية واليوم في العراق وفي لبنان وغيره من دول العرب، فإن كل يد عربية امتدت لمساعدة الارهاب في تلك البلدان،إنما قدمت العون لإسرائيل وساعدتها على تحقيق الصورة الفضلى لما تشتهيه من الفوضى العربية التي مازالت قائمة وما زالت الأصابع العربية والغربية واضحة فيها.
كان يكفي التحذير المتكرر الذي كان رؤية واضحة من أن النار ستأكل أصابع اللاعبين بدواخل غيرهم وخصوصا في العالم العربي، وتحديدا في سورية، ومن ثم في العراق. وها قد وقعت الواقعة، وظهر جليا أن تلك النار بدأت ترتد على صانعيها، ومن مول صناعة الموت، سيأتيه الموت ولو بعد حين، بل من لعب بالدم السوري وغيره لابد أن يلقى لعبا في دمه والحبل على الجرار.
من المؤسف أن بعض العرب (حكومات وهيئات وأفراد) أوغل دون حساب من ردات الفعل عليه في أن يكون رأس جسر للمؤامرة على شقيقه العربي، بدل أن يكون العون له والمخفف من عذاباته .. إن آلاف القتلى من السوريين هم في ذمة بعض هذا العرب، وإن الخراب والدمار الذي نراه، هو صناعة بعض هؤلاء ومساهماتهم في اذكاء المزيد من الحراب تحت شعارات واهية وكاذبة.
وبعيدا عن التشفي، فقد بدأت ردود الفعل تظهر عند البعض، فالذي صنع الارهاب لابد أن يرتد عليه عندما لايجد هذا الارهاب منفذا آخر أو سدت بوجهه كل الأبواب. والذي أوغل في دم الشقيق وصنع له عذابات لا تحصى من ثكالى وأيتام وأرامل وغيره، لن يجني سوى الصورة ذاتها إن لم يكن الآن ففي مستقبل قريب، ونأمل أن يتدارك المعنيون الأمر قبل حصول ذلك، فالدم العربي كل لا يتجزأ وهو غال لدينا وإذا لابد لهذا الدم أن يراق فمكانه ساحات الوغى ضد الغزاة والمحتلين وضد الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، وليس من أجل تصفية حسابات مع هذا النظام العربي أوذلك وليس من أجل شأن طائفي أو مذهبي.
لقد حذرنا منذ البداية، وهاهي الأيام تكشف ما حذرنا منه .. فاتقوا الله يا من ساهمتم بتخطيط مسبق في الصورة الدموية لهذا البلد العربي أو ذاك.
رأي الوطن

انظر ايضاً

26 نيسان- اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية

دمشق-سانا 1805- قوات مشاة البحرية الأمريكية تحتل مدينة درنة في ليبيا.