قضية المهاجرين… لبوس إنسانية واقتصاد الغرب أكبر المستفيدين

لندن-سانا

تحت ستار الإنسانية والتعاطف مع المهاجرين استغلت دول الغرب مسالة الهجرة وجيرتها لصالحها اقتصاديا في ابتزاز واستغلال واضح لحاجة هؤلاء لمأوى وباب رزق يتعيشون منه.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زعمت أكثر من مرة أن بلادها تحتضن المهجرين القادمين إليها وتفتح أبوابها أمامهم بدافع “التعاطف الإنساني”، متجاهلة تحفظ أغلب شركائها الأوربيين وتحذيراتهم من تداعيات هذه الموجة الكبيرة والقياسية من اللجوء على مستقبل القارة.

الحقائق تتكشف تباعا لهدف استقبال المهجرين حيث أميط اللثام عن دوافع فتح أبواب اللجوء المتمثلة في محاولة ضخ دماء جديدة في المجتمع الألماني الذي يعاني شيخوخة مزمنة لم تفلح معها إجراءات الحكومة في الحد منها بتشجيع زيادة النسل ورفع معدل الولادات إضافة إلى أن ألمانيا بحاجة ماسة للمزيد من الأيدي العاملة للمحافظة على وتيرة اقتصادها المرتفعة.

صحيفة التايمز البريطانية كشفت في مقال للكاتب روجر بويز تحت عنوان “مقامرة أنجيلا ميركل في الهجرة الكبيرة تؤتي ثمارها” أن ملايين المهاجرين الذين قدموا من بلدان مختلفة اندمجوا في المجتمع الألماني بسرعة وساهموا في قوة العمل وباتوا جزءاً مهماً من القوة العاملة عدا إسهامهم في تعويض انخفاض معدل المواليد في البلاد.

الكاتب فند أسباب اندماج المهاجرين مع المجتمع الألماني المتمثلة بصغر سنهم وقدرتهم البدنية ومستوى تعليمهم الجيد حيث أن 42 بالمئة منهم حاصلون على التعليم الإعدادي على الأقل كما أنهم يخضعون لاتباع نظام تعليم وتدريب وتعلم للغة الألمانية ما جعلهم مؤهلين لدخول سوق العمل الذي يحتاجهم.

وأشار الكاتب إلى أن ثلث المهاجرين لديهم وظائف رسمية حالياً وهم يدفعون الضرائب ولا أدلة تثبت أن القادمين الجدد يسرقون فرص العمل من المواطنين الألمان أو أنهم يمتصون الاقتصاد الألماني بالعيش على نظام التأمين الاجتماعي بل أنهم بالفعل جزء من القوة العاملة.

بويز دعم مقالته مستشهدا بتصريحات رئيس مجموعة “دايملر” الألمانية العملاقة في صناعة السيارات والمحركات “ديتر زيتشه”  الذي وصف فيها المهاجرين إلى بلاده بأنهم “أساس معجزة الاقتصاد الألماني القادمة”.

استغلال اللاجئين الفارين من الإرهاب والأزمات والذين من المفترض أن يعترف بهم القانون الدولي ويحميهم بات أمرا مفضوحا وذلك وفقاً لمهاجرين يعانون تلك المسألة والذين أكدوا ازدياد عدد شركات الوساطة “التوظيف” في ألمانيا نتيجة لازدياد عدد الباحثين عن فرص عمل والتي تشارك بدورها في استغلال العامل وحرمانه من حقوقه المادية والقانونية ومنها التحكم بأجره

وساعات العمل والعطل وحتى فصله من العمل إذا أرادوا ذلك ومن خلال عقود عمل تتضمن نصوصاً وفقرات وشروطا يصعب على العامل فهمها ويجبر على العمل بأجور لا تتناسب مع المجهود.

هدف ميركل من فتح الحدود للمهاجرين كان وفق محللين مبيتاً منذ البداية بدافع المصلحة الاقتصادية لبلادها وأشاحت التقارير الغربية الأخيرة عنه وشاح الإنسانية والتعاطف الزائف وخاصة أن الأسباب الحقيقية للهجرة كانت الإرهاب الذي دعمته عدد من الدول الغربية واتباعها الإقليميين في المنطقة إضافة إلى الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على عدد من الدول.

انظر ايضاً

النمسا تجدد رفضها محاولات نظام أردوغان ابتزاز الاتحاد الأوروبي في قضية المهاجرين

فيينا-سانا ندد وزيرا الداخلية والدفاع النمساويان بمحاولات النظام التركي المستمرة ابتزاز الاتحاد الأوروبي في قضية …