الشريط الإخباري

50 عاماً على جريمة إحراق الأقصى ونيران الاحتلال مستمرة بتهديده

القدس المحتلة-سانا

خمسون عاما مضت على جريمة كيان الاحتلال الإسرائيلي بإحراق المسجد الأقصى وما زال هذا الكيان يواصل تصعيده الممنهج في تنفيذ مخططاته التهويدية الرامية إلى طمس معالم مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها وتزوير تاريخها في ظل دعم مطلق من الإدارة الأمريكية وصمت مطبق من المجتمع الدولي.

في صبيحة الحادي والعشرين من آب عام 1969 أقدم الإرهابي الصهيوني دنيس مايكل روهان بتنسيق مع سلطات الاحتلال على إشعال النيران في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى وذلك ضمن المحاولات التي لم تهدأ لتدمير واحد من أهم المعالم الدينية والتاريخية التي تؤكد عمق وتجذر الوجود العربي والإسلامي في مدينة القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية.

وأتت النيران على أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للمسجد لتبلغ المساحة المحترقة ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع كما أحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد وسقط سقفه والقوس الحامل للقبة والأعمدة الرئيسية وتضررت أجزاء كبيرة من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطمت 48 نافذة واحترق المنبر الخشبي الذي صنع في مدينة حلب وأهداه صلاح الدين الأيوبي للقدس.

وبينما قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه ومنع فرق الإطفاء من الوصول إليه بسرعة لضمان انتشار واسع للحريق هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران بملابسهم وبالتراب والمياه الموجودة في آبار الأقصى.

وللتهرب من مسؤوليتها الكاملة عن هذه الجريمة النكراء ادعت سلطات الاحتلال أن مرتكبها جاء إلى فلسطين المحتلة بدعوى السياحة وأنه “مختل عقليا” ورفضت فتح تحقيق في حيثيات جريمته لتقوم فيما بعد بترحيل المجرم إلى استراليا التي قدم منها دون أن يحاسب على ما اقترفه.

وفي الخامس عشر من أيلول عام 1969 أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 271 بأغلبية 11 صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة الأميركية والذي أدان “إسرائيل” واعتبرها مسؤولة عن الحريق باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال ودعاها إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس.

الجريمة حلقة من حلقات التهويد المتواصل لمدينة القدس

نصف قرن تمر على جريمة إحراق الأقصى التي لم تكن سوى حلقة من حلقات التهويد المتواصل لمدينة القدس المحتلة لكن الحرائق لم تنته وتأخذ اليوم أشكالا أكثر خطورة وخاصة بعد اعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال في السادس من كانون الأول عام 2017 الأمر الذي شجع سلطات الاحتلال على التمادي في التضييق على أهالي القدس المحتلة في مختلف نواحي الحياة لضرب مقومات صمودهم وتهجيرهم قسرا عنها سواء عبر الاقتحامات المتكررة للأحياء والبلدات وقتل الفلسطينيين بالرصاص الحي أو الاعتقال الجماعي أو من خلال هدم المنازل وتدمير المنشآت فضلا عن التصعيد الممنهج لتهويد المسجد الأقصى وهو ما يظهر جلياً في استهداف قوات الاحتلال المتكرر لمصلى باب الرحمة والاعتداء على حراس الأقصى وموظفي الأوقاف والمصلين وسط تواصل الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال أسفل المسجد وفي محيطه وتهدد بانهياره.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي قالت إن ذكرى إحراق الأقصى أليمة وإن المسجد دوما في خطر لأن مخططات الاحتلال لتهويده لم تتوقف لافتة إلى أن الاحتلال يريد طمس التاريخ والحضارة العربية في القدس والأقصى لكن ذلك لن ينجح أمام الصمود الفلسطيني.

من جهته أوضح الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن حالة الصمت والتطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية تجاه ما تتعرض له القدس المحتلة والأقصى من محاولات تهويد يشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه مشددا على أن ما يحدث للأقصى حاليا هو حريق مستمر وأن الفلسطينيين متمسكون بالدفاع عنه ولن يسمحوا لمخططات الاحتلال بأن تمر.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض لفت إلى أن ذكرى إحراق الأقصى جريمة نكراء يجب أن تلفت انتباه العالم لما يحدث في المسجد المبارك من تهويد وطمس لمعالمه مؤكداً أن انتهاكات الاحتلال واعتداءاته على الأقصى جزء من المخطط الأمريكي لتطبيق ما يسمى بـ “صفقة القرن” الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وفرض وقائع جديدة على الأرض.

عمليات التهويد تضاعفت بعد جريمة إحراق الأقصى

من جانبه الباحث في مجال الاستيطان جمال جمعة أوضح أن عمليات التهويد تضاعفت بعد جريمة إحراق الأقصى وأن انتهاكات الاحتلال تأخذ أشكالا متعددة منها ما يتعلق بالاقتحامات المكثفة لباحاته وحفر شبكة أنفاق ضخمة تحت أساساته ومحاولة السيطرة على كل المراكز التعليمية والدينية التي تعد جزءا من الأقصى ومنها مصلى باب الرحمة.

وتزايدت خلال الشهر الجاري دعوات مسؤولي الاحتلال ومستوطنيه لتكثيف اقتحام الأقصى وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف منذ عام 1967 حيث تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المسؤولية عن كل ما يتعلق بالمسجد بما في ذلك الحق في تحديد من يدخل ومن لا يدخل المسجد وبأي طريقة.

ما يسمى وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان دعا إلى تغيير هذا الوضع للسماح للمستوطنين بدخول المسجد بشكل فردي أو جماعي وجاءت تصريحاته بعد يومين من تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي أقر فيها بأنه هو من قرر السماح لأكثر من 1700 مستوطن باقتحام الأقصى في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

ومع تصعيد الاحتلال لحربه المفتوحة على الوجود الفلسطيني يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي بالتخلي عن صمته القاتل والتحرك لوقف مخططات الاحتلال التهويدية وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها مشددين على تجذرهم بأرضهم وتمسكهم بالمقاومة حتى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

انظر ايضاً

54 عاماً على جريمة إحراق الأقصى… حرب التهويد متواصلة

القدس المحتلة-سانا صبيحة الحادي والعشرين من آب عام 1969 اقتحم الإرهابي الصهيوني أسترالي الجنسية