تأثير وسائل الإعلام على التربية.. محاضرة في ثقافي بحماة

حماة-سانا

المؤثرات التربوية على الطفل التي تبدأ من المنزل فالمدرسة والشارع ثم المجتمع ودور وسائل الإعلام في تحفيزها أو القضاء عليها كانت بين المحاور التي تطرق لها الإعلامي نصار الجرف في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي بقرية المبعوجة وقدم خلالها لمحة عن تأثير وسائل الإعلام في التربية وأهمها التلفزيون كأهم مؤثر على حياة الطفل باعتباره أداة تربوية تحمل الكثير من الإيجابيات التي ينبغي استثمارها والسلبيات التي يتوجب الحذر منها ومتابعتها من قبل الأهل.‏

وبدأ الجرف محاضرته بتعريف مختصر للطفولة التي تبدأ من الولادة حتى البلوغ مشيراً إلى أن الأطفال شريحة متحركة متغيرة نامية متفاوتة الشخصيات والملامح والسلوك وبأنهم رجال المستقبل القادم وعليهم يقوم تأسيس البناء المتكامل للوطن .‏

وفي المحور الثاني أكد الجرف دور المؤثرات التربوية على الطفل وأهمها المنزل والأسرة بكل مكوناتها من الأب والأم والإخوة بشكل رئيسي التي ترسخ في نفوس الأولاد العادات والأخلاق والمفاهيم الصحيحة والأفكار البناءة وتحفز الطموح لديهم موضحاً أن الأسرة أول موءسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع وهي البيئة الثقافية التي يكتسب فيها لغته وقيمه وتؤثر في تكوينه الجسدي والنفسي والاجتماعي والعقائدي.‏

فيما تناول في المحور الثالث مرحلة الطفولة المبكرة التي اعتبرها من أهم مراحل حياة الإنسان والتي يكون العمر فيها بين 3و5 سنوات حيث يكتسب الطفل اللغة وتتطور المهارات الذهنية لديه ويتعرف على المحيط الذي يعيشه.‏

أما المحور الرابع فركز فيه الجرف على المدرسة التي تطور مفاهيم التعليم والتربية بمعنى أن المدرسة مصدر مفاهيم وقيم وثقافة عامة إضافة إلى دورها في التعليم وأثرها مرتبط بشكل كبير بالمدرس وشخصيته وثقافته ومدى تفاعله مع الصغار وانقيادهم له دون أن نغفل دور المناهج في التربية.‏

وكان موضوع المحور الخامس هو تأثير دور الشارع الذي يكاد يكون متفوقاً على المدرسة ففي الشارع هناك الأصدقاء والجيران وأحياناً يكون الشارع مصدرا أساسيا ومعرفيا وثقافيا لأن الوقت الذي يقضيه الطفل مع أصدقائه وأبناء جيرانه أكثر من وقت المنزل وقد تتهيأ له تجربة أشياء ممنوعة ويطلع على معلومات تصنف بأنها سرية في المنزل.‏

ثم انتقل الجرف إلى تأثير وسائل الإعلام على التربية حيث تقوم هذه الوسائل بدور كبير في عملية التنشئة للطفل بما تتضمنه من معلومات مقروءة ومرئية ومسموعة و يقصد من عرضها وتقديمها إحداث تغييرات وتأثيرات متعددة متخذاً التلفزيون أنموذجاً لأن أثره على حياة الطفل كبير جداً فقد استطاع أن يكون الموجه والمربي والمعلم والصديق لأكثر الأطفال وذلك بفضل ميزاته الفنية التي تميزه عن باقي وسائل الإعلام من حيث الصوت واللون والحركة وسهولة الاستعمال وتوفره في كل منزل أي أنه يمتلك أفضل عنصر جذب واستقطاب للمشاهد متسائلاً عن دوره كأداة تربوية.‏

وختم المحاضر الجرف محاضرته بالإشارة إلى أن التلفزيون بات عنصراً شديد التأثير في تحديد عناصر خيال الطفل وقيمه لأنها تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه وتحدث استجابات معينة في إدراكه تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري.‏

انظر ايضاً

(الدب)… عرض مسرحي في ثقافي حماة

حماة-سانا استضافت خشبة مسرح المركز الثقافي بحماة اليوم ضمن احتفالية يوم المسرح العالمي العرض المسرحي