الشريط الإخباري

سياسات أردوغان الاستبدادية تلقى صداها بوضوح في تدهور شعبيته

أنقرة-سانا

النتائج الكارثية للسياسات القمعية التي يعتمدها نظام رجب طيب أردوغان والنهج الاقتصادي الخاطئ الذي يتبعه وإحكام قبضته على مختلف نواحي الحياة في تركيا بدأت ترخي بظلالها الثقيلة على نظامه الذي بات يتخبط في مواجهة أزمة مالية خانقة وأخرى دبلوماسية أبعدت حلفاءه السابقين عنه وجعلته يقف عاجزا أمام تدهور شعبيته واتساع رقعة المعارضين لسياساته.

سلسلة الأزمات الاقتصادية والدبلوماسية التي تسبب بها أردوغان بفعل سياساته الاستبدادية انعكست بتداعياتها على الاقتصاد والليرة التركية في المقام الأول وعلى شعبية أردوغان نفسه حيث أظهر استطلاع جديد أن أغلبية الأتراك لن يصوتوا له في حال إجراء انتخابات رئاسية الآن.

ووفقا للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة بيار فإن 7ر54 بالمئة من الأتراك الذين أدلوا بآرائهم أكدوا أنهم لن يصوتوا لأردوغان بأي شكل كان كما أظهر الاستطلاع تراجعا حتى بين الذين كانوا يدعمون حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه أردوغان وقال 1ر16 من الذين صوتوا للحزب في الانتخابات الأخيرة أنهم سيصوتون للحزب الذي سيؤسسه وزير الاقتصاد السابق علي باباجان.

سياسات أردوغان التي حولت تركيا إلى دولة استبدادية تتآكل فيها الحريات والديمقراطية ويتم فيها خنق وسائل الإعلام وقمع المعارضين وتقويض استقلالية القضاء أدت إلى تردي الأوضاع في كل المجالات ولا سيما الاقتصادية حيث وصلت نسبة التضخم في تركيا أوائل العام الجاري إلى 44 بالمئة فيما خسرت الليرة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها.

ويؤكد الخبراء الاقتصاديون أن الانهيارات المتتالية في الاقتصاد التركي تتمثل في عدم قدرة النظام السياسي في تركيا على إدارة الأزمة الاقتصادية وفيما تواصل الليرة التركية نزيفها يستمر تعنت أردوغان ورفضه الإصغاء لصرخات مجتمع الأعمال لتغيير سياساته الفاشلة ومحاباته قطاعات تخدم مصالحه بشكل مباشر.

ولم تثن الأزمات التي أقحم أردوغان تركيا بها عن حملة القمع المتواصلة التي يقودها ضد معارضيه واعتقل خلالها آلاف العسكريين والمدنيين واصدر أحكاما بالسجن بحق صحفيين تحت ذرائع واهية بهدف إسكات الأصوات المناوئة له.

قاعدة الأصوات المعارضة لأردوغان سواء داخل تركيا أو خارجها تتسع على نحو غير مسبوق فيما يتجاهل الأخير عمدا ما يجري من أزمات داخل تركيا ويحاول التملص من مسؤوليته عن تدهور الاقتصاد التركي بإلقاء اللوم على جهات خارجية يتهمها بالتآمر ضده ويواصل التصرف كشخص مصاب بجنون العظمة مع إصراره على تحقيق أطماعه الشخصية.